ما تشاهدونه أو تسمعونه عن الاحتجاجات في إيران، ليس إلا جزءا بسيطا أو يسير من الحقيقة، فالذي يحدث في إيران حاليًا براكين من الغضب الشعبي ضد النظام الملالي، إيران ملتهبة داخليا وهناك قمع وقتل تنكيل وتفجير منازل وترويع نساء وأطفال، هناك جرائم جسيمة يمارسها النظام بحق المواطنين، هناك مجازر هناك حرق هناك قصف لأحياء وتدميرها بكاملها وقتل كل من فيها وموتهم تحت الأنقاض، ولم يستطع العالم أن يشاهد ما يحدث بسبب التعتيم الإعلامي الذي فرضه النظام الإيراني المعروف بأنه لم يمنح لشعب إيران استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر وغيرها.
ما يحدث في إيران من احتجاجات هو مؤشر قوي كبير لسقوط نظام إيران.
إذا أردت أن تقيس توقعات سقوط أي نظام حكم فعليك أن تنظر إلى الداخل، فمن الداخل تسقط الأنظمة بسرعة، قد تواجه الأنظمة وتصمد أمام أي تحديات خارجية وتنتصر عليها، ولكن التحديات التي تأتي من الداخل هي أخطر وأقوى وأشد من التي في الخارج.
إيران اليوم قد اندلعت فيها شرارة ثورة داخلية، وهذه الشرارة هي أخطر على نظام إيران من تجمع العالم والمجتمع الدولي ضدها، حتى إن قام نظام إيران بقمع تلك الاحتجاجات وإخمادها فإنها ستعود مستقبلاً بأقوى ما كانت عليه، فالعنف لا يولد إلا عنف، وإذا كانت الاحتجاجات الآن سلمية فإنها مستقبلاً ستكون ثورة شعبية مسلحة.
يجب على المجتمع الدولي أن يتدخل لإيقاف جرائم نظام إيران بحق المتظاهرين السلميين.
يجب الضغط على إيران للسماح بالدخول لمراسلي القنوات الفضائية والصحف العالمية لنقل الحقيقة، وكسر حاجز التكتيم الإعلامي وكبت حرية الصحافة التي جعلت الوضع في إيران غامضا عن العالم ومجهولا.
يجب إرسال لجان دولية للتفتيش وللتحقيق ولرصد الانتهاكات.
يجب الوقوف مع مطالب المحتجين في إيران باعتبارها مطالب مشروعة.
إذا أردتم أن تعرفوا حقيقة نظام إيران فعليكم أن تنظروا إلى جماعة الحوثي في صنعاء، الأخيرة نسخة من الأولى، لا يغرنكم تصنيع إيران للسلاح أو استقرارها اقتصاديا، أو إجراء الانتخابات.
في إيران النظام عنصري طائفي يستفيد منه من يدعون أنهم من آل البيت فقط وبقية شعب إيران متضررون منه يدفعون ولايستلمون يتعبون ولا يرتاحون يزرعون ولا يجنون.
المواطن الإيراني الذي لا ينتمي لسلالة الملالي يعيش في مرتبة النقص ولا يتساوى مع تلك السلالة أمام القانون، فنظام إيران هو أسوأ الأنظمة في العالم لأنه نظام عنصري طائفي، بل إن إيران هي الوحيدة التي تريد أن تصدر أنظمتها العنصرية للجزيرة العربية والشرق الأوسط، نظام إيران يتمظهر بالنظام الجمهوري ويلبس قناع الانتخابات، وهو في الحقيقة نظام عنصري ظالم تقتضي تركيبته العقائدية الطائفية على الظلم والتمييز والتي من خلالها لن يستطيع أن يحقق أي عدالة أو مساواة، ونظام كهذا آيل للسقوط لا محالة، وليس له مستقبل للديمومة والانتشار والاستمرار.
الثورة الإيرانية الداخلية ضد نظام الملالي قادمة لا محالة، والسواد الأعظم من الشعب الإيراني سيقف معها.
الإيرانيون اليوم أصبحوا مجبورين على التخلص من نظام الملالي، وذلك من أجل الانتصار لحقهم في العيش بكرامة واعتبار ومساواة، ومواكبة عصر المجتمعات المتحضرة فكريا وثقافيا والتخلص من ثقافة النظام الذي جعلهم يعيشون في عصور التخلف الثقافي القديمة.
الإيرانيون اليوم لا يريدون وطنا متقدما عسكريا بصناعة السلاح، ولا وطن متقدم بالاقتصاد، بل يريدون وطنا متقدما بالثقافة والقانون يجعلهم يعيشون بكرامة ومساواة وعدالة بدون تمييز عرقي أو تخلف فكري.
الإيرانيون اليوم يفضلون التخلص من النظام العنصري العرقي، حتى لو كان استبداله بنظام ملكي أو ديكتاتوري، فالأنظمة الملكية والديكتاتورية لديها قانون يتساوى أمامه جميع المواطنين، وهو ما لا يجدوه في نظام الملالي العنصري الذي يعتبر أسوأ نظام حكم في العالم.