المقالات

الجزيرة والدولة الشريفة للعقلاء

من يرى ويعتقد أن قناة الجزيرة تتمتع باستقلالية ومهنية وحيادية ، عليه أن يدقق بعين فاحصة ويتابع تغطيتها للمظاهرات المندلعة في إيران منذ بدايتها ويقارنها بغيرها من القنوات كقناة الـ”بي بي سي” العربية مثلًا (ولم نأتِ بقناة خليجية أو عربية) سيكتشف الفرق بين القناة المحترمة التي تحترم مشاهديها وتحرص على اسمها، ومن تدِّعي ذلك وهي تستغفل مشاهديها وتدِّعي أنها قناة الشعوب، بل ( تأليب الشعوب على حكامها).
إلا إذا كان السبب كونها ترى إيران دولة شريفة ولا تؤيد اندلاع المظاهرات فيها.
ففي الوقت الذي كنت تجدها إلى زمنٍ قريب في مصر وبعد عدة سنوات من استتباب الأمر للحكومة هي الوحيدة بين قنوات العالم، التي تنقل مظاهرة ضد الحكومة لعشرة أشخاص على زاوية شارع ومنطقة غير معروفة يُخيل لك أنها في استوديو..
بينما المظاهرات ضد الحكومة تعم أرجاء إيران، تجد تغطيتها لا تعكس ضخامة الحدث، ومن حياديتها مع الدولة الشريفة تنقل خبر: (المظاهرات المؤيدة للحكومة تغطي أرجاء إيران).

? كذلك يقارن برامجها وأخبارها ما قبل وبعد مقاطعة السعودية لها، وعدد البرامج المسيئة للسعودية، وكمية التغريدات الجارحة والهابطة، وبذاءة موظفيها تجاه السعودية.
?وينظر في اختلاف تغطيتها لحرب الشرعية اليمنية مع التحالف ضد الحوثيين قبل وبعد المقاطعة.
? ولمن يريد الرجوع إلى بداية الثورة المصرية والسورية يجد أنها خلال الثلاث أسابيع الأولى للثورة السورية كانت تغطي مظاهرات الشعب السوري على استحيــاء بخلاف بـاقي القنوات؟؟!
وأما الثورة المصرية فقد نزلت مع الشعب في الميدان ضد مبارك، ثم صارت مع حكومة مرسي الفائز بـ51‎%‎ من الأصوات مقابل أحمد شفيق المحسوب على الحكومة المخلوعة، ثم مع مرسي ضد ثورة الملايين من الشعب المصري في 30يونيو(في هذه المرة وقفت مع الحكومة).
ثم أصبحت مع الشعب ضد السيسي !!!!
ولازالت حتى اليوم تولول، وتحرض على الحكومة المصرية ولازالت تدافع عن مرسي.
? أخيرًا وليس آخرًا؛ توجهت بسهامها المسمومة إلى الجبل (السعودية) لمعرفتها بقرب إغلاقها وتشريد موظفيها وأصحابها فأفردت لها أغلب ساعاتها، واستنجدت بكل معارضٍ وحاقدٍ وكارهٍ للسعودية وكذبت وافترت، لكنها تناست أن الجبل إن طحت عليه عورك وإن طاح عليك دفنك، ويلوح بالأفق أنه سيحدث معها ما حدث بصحَّاف العراق، ستظل تصيح وترعد وتزبد حتى نرى طاقمها في الشارع يقولون ماقاله الصحاف:
(نحن مجرد نقول مايقال لنا)
ومن ثم تبدأ رحلة مرتزقة الإعلام من جديد بالبحث عن من لا مِنبر له لخداعه وإيهامه أنهم سوف يكون له منبرًا وشأنًا ومكانة، ويجعلون الصغير كبيرًا وسيرفقون شهادات الخبرة الممهورة بالدم العربي، أو الرجوع لأوطانهم وكتابة مذكراتهم البطولية (التي لن يقرأها إلا المرضى ومن هم على شاكلتهم ) وكيف أنهم استطاعوا وأسهموا في تقديم رسالة سامية للبشرية بقيام الشعوب العربية ضد حكامها، وتناسوا أن الأرواح التي أزهقت خاصةً في مصر كانوا أحد أسبابها، وسوف تنساهم الشعوب العربية ويذهبون إلى مزبلة التاريخ، وترجع قطر إلى أخواتها، ويرجع القطريون إلى إخوانهم.
وخسارة مشروع قناة كان من المفترض أن يكون قوة في يد العرب والمسلمين تجاه الغرب، لولا أن المسؤولين عنها جعلوها أداة وليست قناة وكانوا غير آمينين على إخوانهم في الدين والعِرق، بل كانوا يبحثون عن مجدٍ لهم، وإظهار دولة صغيرة مثل القطة كأنها نمرًا مفترسًا، لكن مقارعة الكبار دائمًا ما تنتهي هكذا..

One Comment

  1. سلمت يمينك يا ابو عبدالعزيز وسلم قلمك اوجزت فاعجزت، فابدعت،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button