انتشرت بشكل كبير مؤخرا موضة تربية الحيوانات المختلفة في المنازل، والتي أصبحت (ترتع) في بيوتنا بشكل كبير .. ولا يعلم الكثير أن هذه المخلوقات ما هي إلا حاضنات للكثير من الأمراض متى ماكان هناك أي قصور في العناية الصحية لهم ,, وحتى في حالة العناية الكاملة فإن خروج هذه الحيوانات إلى خارج المنزل، كالفناء الخاص والتهامها لأي من الزواحف أو القوارض أو حتى الطيور المصابة مثلًا قد يعرضهم إلى الإصابة بالعديد من الأمراض المعدية.
وأكثر هذه الحيوانات وجودا في المنازل ولا شك هي القطط والتي من الممكن أن تكتسب العدوى ببعض الطفيليات الممرضة نتيجة التهامها ما ذُكر سابقًا، وهي خارج المنزل ويصبح بذلك القط معديا نتيجة بقاء الطفيل داخل أمعائه وخروجه مع الفضلات، وقد ينتقل عند تنظيف وعاء فضلات القط للشخص المنظف، فهو ضار لمن في المنزل خاصة النساء الحوامل بسبب قدرة الطفيل على الانتقال للجنين عن طريق المشيمة مسببًا التشوهات، وليس ذلك فحسب فلعاب القطة أيضًا قد يحتوي على بكتيريا عالية الضراوة وبما أن القطة تنظف يديها عن طريق لسانها فإن مخالبها عادة ماتكون مطلية بالبكتيريا المذكورة القادرة على إحداث التهاب في الجلد عند خدشه أو عضه بسبب قدرة هذه البكتيريا على الدخول من مكان الإصابة.. ومن الممكن انتقال البكتيريا إلى العين عن طريق الشخص نفسه إذا ما لمس مكان الإصابة بيده، ثم لمس عينه مسببة له التهاب شديد داخل الشبكية قد يؤدي إلى فقد البصر .. ولا يقتصر الموضوع على القطط فقط، فالكلاب بأنواعها الكبيرة أو الصغيرة بالذات والتى بدأت باقتنائها الكثير من الفتيات بسبب صغر حجمها وسهولة حملها، تحمل الكثير من الميكروبات أولها الدودة الكلبية المسببة لأورام الكبد خاصة في الأطفال ,, ولا تظهر الإصابة عادة بشكل سريع حتى يستفحل المرض محدثة بؤر صديدية داخلية في أحد الأعضاء الحساسة..
كما لا أنسى الحيوانات الصغيرة كالقوارض مثلاً خنزير غينيا أو مايعرف بالوبر والتي يعشقها الأطفال وتكثر في أمعائها وبولها الكثير من البكتيريا المسببة للاسهال ..كما أن ترك الأطفال يدخلون أيديهم داخل أحواض السمك المنزلية لمحاولة لمس أو مسك السمك تعرضهم لأحد أنواع البكتيريا التى تعيش في هذه البيئة وتدخل إلى الجلد متى ماكان هناك قطع فيه محدثة مايشبه الأورام الجلدية المؤلمة والتي تحتاج أكثر من ثلاثة أشهر من العلاج بالمضادات الحيوية حتى تشفى. وأخيرا وليس بآخر فالسلاحف والزواحف من سحالي وحربايات وثعابين والتي بدأ البعض باقتنائها في المنازل صغيرة أو كبيرة جميعهم تنتشر في أمعائهم الكثير من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والممرضة بشكل كبير بشكل طبيعي، والتي تغطي جلودهم الخارجية وتنتقل للأطفال بعد اللعب معهم عن طريق الأيدي خاصة وأن ثقافة الأطفال في فهم سياسة تطهير الأيدي لازلت ضعيفة بسبب قلة التوجيه.. لذا نحن في حاجة إلى معرفة ذلك وإبعاد الأطفال قدر الإمكان عن هذه الحيوانات فنحن كمجتمع لازال أمامنا الكثير في التوعية الصحية الصحيحة من حيث تقبل حقيقة أن الحيوان قد يكون مصدرا للمرض خاصة على الأطفال وكبار السن وتجربة كورونا أكبر شاهدا على رفض الكثير حتى مناقشة فكرة أن الجمل حاضن للمرض أو سبب نقله إلى البشر رغم الإثباتات العلمية ..
وللمعلومية ليس كل العيادات البيطرية المتواجدة لدينا قادرة على الكشف، وعلاج كل أنواع الحيوانات خاصة الزواحف والسلاحف والقوارض وليست قادرة أيضًا على وقاية القطط والكلاب من جميع الأمراض المعدية …
لذا أتمنى أخذ الحيطة فالحيوانات بكل أشكالها هي مصدر للعديد من الميكروبات من بكتيريا وفيروسات وطفيليات وديدان وشدتها أكثر على الأطفال وكبار السن فهلا ابتعدنا عنها وتركناها في عالمها الخاص بها بعيدًا عنا.