ما إن تم مؤخرا تطبيق الضريبة المضافة على جملة من السلع الاستهلاكية ، وزيادة الرسوم على خدمات الطاقة وغيره. حتى بدأ بعض من الأغنياء وميسوري الحال في إطلاق العديد من العظات الدينية الوافرة، والنصائح الاجتماعية النادرة، مع توصيف للدنيا الحقيرة، والتذكير بالآخرة الباقية.. بعد أن وظفوا الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة .. في كلماتهم الزاهدة المؤقتة ؛ ليقنعوا الجميع بسلامة موقفهم، وإخلاص نيتهم. وتشعر من الوهلة الأولى أنهم من ذلك الجيل الطيب الذين ماتوا وهم لايملكون من الدنيا إلا القليل. مع أنهم من أصحاب الأرصدة المليونية..!ومن غفلتهم وسذاجة عقولهم لايدركون أن المجتمع أصبح يحكم بعمق في جميع القضايا المطروحة أمامه. وأن مثل هذه الجمل لا تسمن ولاتغني..ولا تؤثر أساسا في حكمه .
وحين صدرت الأوامر الملكية الضافية من حيث صرف العلاوة السنوية للموظفين، وأيضاصرف بدل غلاء معيشة،وتثبيت الرواتب من آخر كل شهر ميلادي…وغيره كانت تلك القرارات .. بمثابة الصدمة لمواعظهم الزائفة، والمناقضة لكلامهم الساذج. وليتهم على أقل تقدير التزموا الصمت، أو تحدثوا بحكمة.. فليس من المعقول أنهم اطلعوا على أحوال جميع الناس في مختلف أرجاء البلاد. وبالتالي ليس من المقبول وبطبيعة الحال أن يحكموا على ظروف الآخرين بنظرة سريعة قاصرة.. يشوبها الكثير من الجهل، والقصور المعرفي بالاحتياحات الهامة. فمن الصعوبة أن يعالج الأغنياء أوضاع الفقراء! ولايعتقد أن لديهم الوقت الكافي أصلا ؛ لمراجعة الجهات الرسمية، أو الجمعيات الخيرية؛ ليتعرفوا على القوائم المستحقة للمساعدة .
إن على المختصين سواء في القطاع الحكومي، أو من المحللين الاقتصاديين أصحاب الحس الوطني العالي تقديم التقارير الرسمية ذات المصداقية العالية، والحقيقية للمسؤولين للتأكد جيدا من معرفةأوضاع جميع أفراد المجتمع المالية، ومدى ملائمة ظروفهم لتقبل القرارات الصادرة مستقبلا. وهذا يأتي بعدالدراسات الدقيقة ليس فقط لدخل الموظفين بل حتى لمصاريفهم اليومية المختلفة. فبكل تأكيد مثل مايمكن التعرف على دخل الفرد .. أيضا بالإمكان التعرف تحديدا على مصروفاته من ديون وأقساط والتزامات دائمة. فمما لاشك فيه أن كل فرد لديه حساب بنكي يوضح وضعه المالي . أما أنتم أيها الأغنياء الزاهدون فياليت تكون عظاتكم الفريدة، وجملكم التعيسة في منامكم.. فالجميع ليس في حاجة لها ولا في حاجة لكم.