أسبوع ساخن مرّ به الشعب السعودي وهو يعيدُ ترتيب أوراقه وجدولة مصاريفه في ظل الأوضاع الاقتصادية الجديدة ؛ لتأتي الأوامر الملكية كغيْث مُحمّلٍ بالخير يُعيد زرع الطمأنينة في القلوب ويدعم الثقة بأن القيادة قريبة من مواطنيها وحريصة على تخفيف العبء عن المواطن الذي بدوره يثمّنُ تلك العلاقة المتينة التي لم تزعزعها أعتى الظروف التي مرّتْ بها البلاد رغم التحولات السياسية والاقتصادية الماضية التي لم تزد المواطن إلا تماسكاً وحباً ومعاضدة لوطنه وقيادته.
ومع ما تحمله الأوامر من بشائر خير وأملٍ قادمٍ إلا أن جشع بعض التجار يقف بالمرصاد في طريق الشعب ، ويسرق فرْحتهم مع كل ما يصدر من أوامر وتصحيحات اقتصادية لرفْع معيشة الناس وازدهار دخْلهم في خداعٍ التخفيضات وتلاعبٍ الأسعار لمضاعفة مكاسبهم الغير مشروعة ولا غطاء لها سوى الفساد الذي كشفتْ أعوانَهُ وأذنابه الحكومةُ الواعية قبل أشهر في محاسبة لم تستثنِ أحداً !
لم يهنأ الناسُ بزيادةٍ في المعاش إلا ويتصارعُ التجار من حولهم لاختلاس نشوتها من أمام عيونهم برفع الأسعار والبحث عن ألف حيلة وحيلة لسلْبِ تلك الزيادة باتجاه جيوبهم الدافئة ! وفي مقابل ذلك يظل هناك من التجّار الشرفاء بالقطاع الخاص مَنْ كانوا عوْناً لموظفيهم على ظروف الحياة بزيادة الرواتب وعدم فرْض الزيادات الكبيرة في منتجاتهم .
وفي كل الحالات على الناس – مع السرور بذلك التحسين المعيشي – عدم الصرْف بلا قياس واعتبارٍ للغَلاء الناتج عن ارتفاع الوَقودِ والكهرباء والقيمة المضافة في كل شيء ؛ لابد من خططٍ للتوفير لهذه السنة وتغيير العادات الشرائية والادخار الواعي للمستقبل في ظل الوضع الاقتصادي الحالي .
وليتذكر الناس أنّ ما سيُصرف من بدلات مؤقّتٌ بهذه السنة فقط ، وأن ارتفاع الأسعار في الخدمات والوقود سيكون كبيراً ومؤثراً جداً على دخل المواطن ؛ ولولا إدراك القيادة الرشيدة الواعية لصعُوبة ذلك ما كانتْ هذه الأوامر الكريمة المقنّنة في صرْفها !
ولعلّ أعظم ما يرجُوه الناس – وقد سمعوا وأطاعوا قيادتهم من قبل ومن بعد – من الحكومة بكل أجهزتها الرّقابية ؛ أن تُكمِلَ ما بدأتهُ من مَكارِمَ وتضربَ بيدٍ من حديد على كل تاجرٍ فاسدٍ ؛ فلن تؤتي الخططُ الاقتصادية الإصلاحية أُكُلَها في ظل أيّ نبتةٍ خبيثة للفساد !
ويبقى لأوامر مليكنا ذلك البلسم اللطيف الذي مسح على قلوبٍ لم تزل تأمل في فرَجِ الله الذي لا تُعْجزهُ أسباب التسخير رغم أنفِ المتشائمين :
قل للذي ملأ التشاؤمَ قلبّهُ
ومضى يضيّقُ حولنا الآفاقا
سرُّ السعادة حسنُ ظنّكَ بالذي
خلقَ الحياةَ وقسّم الأرزاقا
0