لقاء فخامة الوالد الرئيس عبدربه منصور هادي -حفظه الله- ورعاه، مع عدد من العلماء والدعاة اليمنيين، كان لقاءً هامًا يسلط الضوء ويركز على المعركة الهامة، وهي المعركة الفكرية التي تُعد أهم من المعركة السياسية والعسكرية، فالذي يحدث في اليمن بين الانقلاب التابع لإيران والدولة الشرعية المسنودة بالتحالف العربي هي حرب فكرية وعلى إثرها اندلعت الحرب العسكرية والمواجهات بين الطرفين.
جماعة الحوثي الطائفية تنطلق من منطلقات فكرية عقائدية في تعاملها مع اليمنيين، انقلابها على الدولة ونهب الشعب وإراقة الدماء ومصادرة الحقوق والتهميش والإقصاء، وتفجير المنازل واعتقال وسجن كل من يعارضها، كل ذلك نابع عن أفكارها وعقيدتها الطائفية التي تتضمن حصر الحكم في ذو البطنين والتمييز بين طبقتها السلالية وبقية الطبقات التي لا تنتمي لسلالتها، والتفضيل على حسب الانتماء العرقي.
أهداف وخطة واستراتيجية المشروع الإيراني الساعية لاستهداف المنطقة العربية وتهديد أمنها والسيطرة على الخليج والشام واليمن، لم تكن نابعة من منطلقات سياسية واقتصادية وتوسع للنفوذ والاحتلال، وإنما من منطلقات فكرية عقائدية طائفية تسعى لتغيير الهوية العربية وطمسها، والقضاء على منهج وفكر الإسلام المعتدل والوسطي، وانحراف دور المقدسات والعبث بها، واستعباد الشعوب العربية وإذلالها وتركيعها وإهانة كرامتها.
العلماء والدعاة تقع على عاتقهم مهمة عظيمة، وعليهم واجب يجب أن يقوموا به ويؤدوه في ما يتعلق بمحاربة الفكر المنحرف المتمثل بفكر المشروع الإيراني الطائفي والتصدي لأخطاره.
الفكر لا يواجه إلا بفكر، والمعركة الفكرية يجب أن يقاس مدى تقدمها ويقيم واقعها، تقدم الفكر الإيراني الطائفي في أي منطقة عربية وتحقيق نجاحات داخل أي بلد عربي، يعتبر ذلك على فشل العلماء والدعاة في ذلك البلد وإخفاقهم وعدم تأدية واجبهم، والقيام بدورهم على أكمل وجه.
تقدم الفكر الحوثي في المجتمع اليمني وغزو عقول الشباب وغرس المفاهيم والتأثير على البيئة الاجتماعية، يعتبر علامة على عدم قيام العلماء والدعاة بدورهم، إذ لو قاموا بواجبهم لما انتشر ذلك الفكر المنحرف، وهو ما يتطلب ويتوجب عليهم محاربته والحفاظ على عقول الشباب والناس وغرس الفكر المعتدل والوسطي، ونشره وجعله هو السائد والمنتشر.
العلماء والدعاة في اليمن يجب أن يوحدوا صفهم ويركزوا جهودهم حول محاربة الفكر الحوثي الإيراني الطائفي.
العلماء والدعاة المحسوبون على السنة المنتمون لأحزاب سياسية وجماعات عدة، يجب أن يوحدوا صفوفهم لمحاربة فكر الحوثي.
يجب على العلماء أن لا ينشغلوا بالسياسة والخلافات في المسائل الداخلية بين أطراف التوجهات السنية، دعوا السياسة للقيادات السياسية المتخصصة، واتركوا الخوض في المسائل الخلافية الداخلية، وركزوا جهدكم على محاربة الفكر المنحرف واجعلوه شغلكم الشاغل.
على العلماء والدعاة أن يعلموا أن القيام بدورهم لم يعد مقتصرًا أو محصورًا بإلقاء خطبة أو محاضرة في مسجد أو الظهور في قناة فضائية فقط، هناك وسائل تجعلهم يتواصلون مع الناس بشكل دائم ومستمر وتوسع نطاق تواصلهم، مع تقدم العالم في وسائل التواصل كمواقع التواصل الاجتماعي، يجب على العلماء والدعاة أن يستغلوا هذه الوسائل في معركتهم الفكرية.
يجب على كل عالم وداعية أن يكون له منشور ومنشورات يومية متخصصة في الجانب الفكري، ولابد أن يكون موقعه متخصصًا في المجال الفكري دون الخوض في المجالات الأخرى.
فخامة الرئيس هادي يعرف ويعي ويدرك أهمية دور العلماء في محاربة فكر إيران الفارسي الذي يشكل خطرًا على عقيدة الإسلام والهوية العربية، ولذا أولى اهتمامه بالعلماء وحثهم على تأدية واجبهم.
على العلماء والدعاة أن يعرفوا أن أمامهم قضيتان مهمة في المجتمع حاليًا بما يضمن تحقيق الأمن والاستقرار، ويعود بالفائدة والخير على الجميع.
الأولى: دعوة أبناء المجتمع للاصطفاف خلف الرئيس هادي باعتباره ولي الأمر يجب طاعته.
القضية الثانية: محاربة الفكر المنحرف المتمثل بفكر جماعة الحوثي الطائفي، وفكر أي جماعة إرهابية متطرفة أخرى.
0