حديثي سيكون عن مقام ليس بيّات ولا سيكا ولا نهاوند،فهي مقامات موسيقية لكنني سأتحدث عن مقام اجتماعي يعزف عليه الكثيرون وهو مقام العاطفة.
مقام له عالمه المؤثر،فهو يبكي ويفرح تارة،ويعظم ويقدس تارة أخرى ويصفح ويعفو في كثير من الأحيان.
لنعد معاً للوراء إلى صيف عام ١٩٩٠م عندما غزى صدام حسين الكويت،وما فعله بها وبأهلها من جرائم جعلت المجتمع يكيل له الغضب والبغض ،والسب والشتم والدعاء عليه من منابر المساجد ومحاريبها،وماقالته الأفواه من ملاحم الهجاء وغيرها،ولا غروا في ذلك فمن يستطيع ياترى أن ينسى مافعله في تلك الحرب من أصناف المأسي وعظيم الجرم …الخ.
ثم مالبثت الصورة أن تحولت إلى المشهد الثاني في دراما العاطفة بمجرد شنقه ليعطروه بكلمات المديح والثناء والترحم وأنه صلاح الدين هذا العصر.
سنوات بسيطة فاصلة بين المشهدين أختلفت فيها النظرة تماماً وكأن شيء لم يكن.
نسوا ماضيه الأسود وجرائمه النكراء التي تقشعر منها الأبدان،ليتحولوا إلى الصورة الأخرى لمجرد نغمة عاطفة عزف عليها في المشهد الأخير له.
صور كثيرة لدراما العاطفة لمثل حال صدام حسين سرعان مايتحول فيه المجتمع من محب إلى مبغض أو العكس لمجرد تغير عاطفي حدث أثناء الحبكة الدرامية.
إن مقام العاطفة ظالم في كثير من الأحيان بل ويمكن إستغلاله بشكل سيء فقد يدمر المجتمع ويقضي على العدالة والإنصاف فيه.
0