منذ زمن بعيد كنت قارئا متابعا للصحف الورقية، وكاتبا بسيطا متواضعا أكاد لاأبين في عالم الصحافة وعندما أريد طباعة مقالاً بسيطا ومتواضعا أجوب الشوارع مساءً لأصل إلى مبنى جريدة الندوة آنذاك، وبعد السماح لي بالدخول وقبل أن أصل إلى مكتب التحرير أسمع اصوات مكائن الطباعة في الدور الأرضي وأرى أطنانا من الأوراق البيضاء والمطبوعة.
وفي الماضي أشتري بعض الصحف والمجلات صباحًا من المكتبات وأقرأ أخبار البارحة والأحداث البائتة والتي جار عليها زمن الليل الطويل.
وبعد مرور شهرٍ أو أكثر أجد في غرفتي الصغيرة أطنانا من الصحف الورقية والمجلات التي لا أستطيع حملها والتي يصعب علي تصريفها أو توزيعها في الصناديق الخاصة.
والآن بما أنني مخضرم من جيل مضى ومن جيل حاضر فإني أتابع مثل غيري الأخبار والأحداث والمقالات عن طريق الإنترنت الذي لا شط له ولاساحل يرسو عليه فإنه بمجرد ضغطة زر على الآيباد أو الجوال أرسل ماكتبته من مقال متواضع أشكر من قرأه، وكذلك أطلع وأقرأ ماكتب في الصحف الإلكترونية من أخبار طازجة وأشاهد في حينه صور ثابتة ومتحركة وماشابه ذلك.
فالصحافة الإلكترونية أصبحت اليوم منافسا صعبا للصحافة الورقية لأنها لغة العصر لارتباطها بالشبكة العنكبوتية فجميعنا في الوقت الحاضر يشاهد ويقرأ مايكتب بواسطة الإنترنت عبر أي وسيلة في أي مكان وفي أي وقت وزمان، وحتى إذا رغب البعض أن يقرأ أو يشاهد صحيفة ورقية فإنه يطّلع على نسختها الأصلية في موقعها الإلكتروني فكأنها على قول المثل: (كأنك يابو زيد ماغزيت).
ومن المعلوم بأن كل المعاملات في الدوائر الحكومية والخاصة يتم قراءتها عبر الحاسب وطباعتها ورقيا عند الحاجة، وتخزن المعلومات في الحاسب بدلاً من أطنان الأوراق المصفوفة في رفوف الأرشيف، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الاستغناء عن الأوراق والملفات.
مما سبق نستنتج بأن عالم الصحافة الإلكترونية عالم جديد في الإعلام، الذي لايتوقف عن كل جديد وعلى مدار اليوم والساعة.
0