لم يترك التافهون للأسف في وسائل الإعلام الجديد طريقة تافهة ؛ من أجل الشهرة الزائفة إلا وعملوا بها . فتجد شخصا يقلد لهجة شعب دولة خليجية بشكل قبيح .. وكأن في هذه اللهجة مايعيبها. وشخصا آخرا يمازح والده بطريقة لاتنم عن أية احترام أو تقدير ، مع أن الشرع يحث على البر مع الوالدين. وفي آخر صيحة سخيفة لشخص يُريد لفت أنظار من هم على شاكلته فقط. وهي من السخافات الجديدة.. بأن يغتسل بالماء ولكن ليس في المكان المخصص والمعتاد للأسوياء من للبشر ! وإنما في مكان خاص بمغاسل السيارات. هذا وقد جعل الله بني أدم في أحسن مكانة إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل ” ولقد كرمنا بني أدم “. وفي كل الأحوال نجد زيادة ملحوظة للمتابعين في حساب هؤلاء التافهين ! وكأنهم حققوا مافيه النفع للمجتمع .
والغريب أن تتسع هذه الظاهرة المخجلة إلى أن تصل لصرح من صروح التعليم ! فهنا تطرح علامة استفهام واسعة.. فإذا تجاوزنا سخافات التافهين في وسائل الإعلام الجديد جدلا..فلا يمكن حقيقة أن نتجاوز تصرف أكاديمية في جامعة راقية مع طالباتها..فوفقا لما نشرته عكاظ.وذلك من خلال نشر إجابة ورقة الاختبارات لهن والاستهزاء بهن علنا على “سناب شات ” ! وهذه الأكاديمية بطبيعة الحال من المفترض أن تكون محل أمانة، ومصدر ثقة لطالباتها .. كما أن للطلاب والطالبات خصوصية لكل مايتعلق بهم من بيانات ومعلومات شخصية.وهذا مايكفله النظام. فلا يُفهم صراحة مالذي يمكن أن يجنيه الآخرين من مثل هذه التجاوزات غير الأخلاقية سوى هدر وقت بلا معنى. وإن كان واقعا هو استكمال لسخافات التافهين.
إن على المجتمع كافة أن يُعيد حساباته جيدا من خلال المؤسسات الاجتماعية المتخصصة. ومن خلال أيضا وسائل الإعلام الرسمية.. والتي يجب أن تأخذ المبادرة ببرامج توعوية تُوضح مدى خلل المشاهد السطحية في السوشال ميديا . فلا يُعقل أبدا أن يتصدر المشهد اليومي لهؤلاء السذج وكأنهم أصحاب رسالة قيّمة. وأن تصل هذه المقاطع السخيفة إلى الأبناء والبنات.. وهي إما أن تَبعث رسائل جوفاء لاتحمل أية مضمون هادف. أو لتهدم مبادئ راسخة عملت الأسرة مع المدرسة على تأصيلها سنوات عديدة. والمشكلة حين يَعتقد الأبناء والبنات أن مثل هؤلاء السذج أصبحوا هم القدوة ، وأنهم أصحاب أعمال بارزة تستحق التقدير والثناء. فحينها تبدأ الأماني المستقبلية بتقليد هؤلاء التافهين. والبعد تلقائيا عن القدوةالصادقة الصالحة في خدمة الوطن الغالي. فهنا تأتي الكارثة المؤلمة وبحجم الضياع.
سلوكيات الذوق العام تعزز من مفاهيم المواطنة والاحترام المتبادل بين مختلف أطياف الوطن، وأن ذلك يتطلب زيادة الوعي ومعالجة ثقافة المجتمع السائدة.