المقالات

سلوكيات المجتمعات المعاصرة

وللحديث بقية،،
تختلف الشعوب بثقافاتها ولغتها والتعليم المتجذر فيها. وبما أننا أعضاء مشاركين في المجتمعات وأننا مشاركين في حلنا وترحالنا نرى الاختلافات الجوهرية. مفهوم العلوم الإنسانية رائع للمتعمقين فيه ويشمل أدوات المعرفة: الدين، الفن، التعليم، القيم، لغة الإشارة واللغة العامية بل ويدخل في ذلك طريقة التعبير عن المشاعر والرأي العام للفرد والأفكار والأفعال من حيث المعتاد.
يتميز كل مجتمع عن آخر بكيان ثقافته وألوان السلوك المتبع ومعاني مركبة تجعله مستقلا بذاته عن الثقافات الأخرى. تدور كل المفاهيم حول مفهوم واحد بالنهاية ولكن طريقة التكامل والتوافق تجعل كل مجتمع وثقافته متميزة عن الأخرى بالمهارات وطريقة الاستخدام. تنتقل تلك المفاهيم وتتوارثها الأجيال عبر عدة طرق من الاتصال والتفاعل الاجتماعي كما يمكن إضافة عليها ما يحتاجه الفرد حسب الظروف وحاجتهم للتحوير (بطبيعة الحال).
ومن الاختلافات الجوهرية نجد في الولايات المتحدة يمنع أن تسأل عن الديانة والمرتب الشهري والحالة الاجتماعية، ونجد في سنغافورة يمنع بيع اللبان أو العلكة ويمنع مضغها، وفي كندا ممنوع تعقيم الجروح مهما كان صغيرًا أمام الأطفال، وفي الصين يمنع أي غبي من دخول الجامعة!! وفي سويسرا ممنوع أي شخص أن ينسى سيارته مفتوحةً والمفاتيح بداخلها، ويعاقب على فعلته، وفي الدانمارك يمنع أي شخص من تشغيل سيارته وتحتها شخص ما، وفي النمسا ممنوع أي شخص من أن يتناول الآيس كريم أمام أي بنكٍ، وفي إيرلندا يمنع شرب الكحول أمام البقر!! وفي اليابان تمنع النساء من الجلوس في المطاعم العامة مقابل الرجال.
وبما أن حديثي عن سلوك المجتمعات لنلقي نظرة مختصرة عن سلوك مجتمعنا، ولعلي أبدأ بمثل حصل عندما وقف محامي صدام حسين أمام القاضي الكردي ملتقطا شهادة شاهد إثبات على ما يبنى وذكر حينها المثل الشعبي المعروف : “إن وراء الأكمة ما وراءها”. والمراد في حديثي أن مفاهيم سلوك المجتمع السعودي القديمة من الخوض في أحاديث خاصة وأسئلة ومشاعر وطريقة تعبير ورأي واحترام كلام الطرف الآخر في الأحاديث العامة والنمطية في طريقة التفكير والتعامل لابد من تغييرها كون المدرسة القديمة وتضاريس الصحراء عشوائية تحتم التدخل في الخصوصيات بأفراد المجتمع وتنتشر بشكل كبير في القرى والهجر والمناطق النائية وبدأت في أخذ مسار جديد في المدن الكبيرة. حيث إن المدرسة الجديدة لن ترضى بالتدخل في حياة الآخرين والتطفل على الخصوصيات أو التعاملات السلوكية في المجتمع المدني. حسنا، وماهي قائمة الممنوعات السلوكية في مجتمعنا؟! الواقع يقول إن القائمة طويلة وغير محصورة وكل ما ستذكره من إجابات وممارسات من خلال الواقع الموجود في حياتنا اليومية. هي تناقضات صريحة.
أنت غير ملزم بسؤال الآخرين عن مرتباتهم، مدخراتهم، حوائجهم وكم نزل لهم في حساب المواطن!! وبالمقابل أيضا، أنت لست مجبرا بإجابة الآخرين عن أمور حياتك الخاصة ببساطة والمفترض أن تعاد صيغة ممارسة السلوكيات العامة للفرد على مستوى المجتمع وحبذا لو استمرينا في محاربتها حتى لا تذهب عبر التواصل الفعال للأجيال القادمة. لا داعي للخجل من الرد بإجابة (آسف، هذا ليس من شأنك).

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button