من الطبيعي أن نلاحظ في الخارج عدة أنواع مختلفة من الدجاج في (السوبر ماركت) بعضها يسمي عضوي وبعضها بدون هرمونات، والبعض الآخر تحت مسمى تربية طبيعية أو تربية مزرعة أو تربية حرة، وجميع هذه المسميات لها معاني قد لا يعرفها الكثير منا…وإن كانت الثقافة هناك مختلفة والكثير من أفراد المجتمع يعون تمامًا ماهو معنى كل نوع.. إلا أن الوضع لدينا مختلف فلا يكتب لدينا أي من تلك المسميات سوى طازج أو مجمد. ومنذ فترة بدأ يظهر في الأسواق العالمية عبارة جديدة على أكياس الدجاج وهي “دجاج خال من المضادات الحيوية”، وهذا مما لاشك فيه جميل جدًا خاصة أن بعض الشركات الكبيرة اعتادت سابقا على إعطاء الدجاج أنواع مختلفة من المضادات الحيوية لغرض التسمين وزيادة الوزن والحجم، وبالتالي بيعها بسعر عال في وقت بسيط وبانتشار شعارات وأسماء الشركات التى تفعل ذلك على مواقع الإنترنت بدأت الكثير منها بالخوف من الخسارة وهروب الزبائن…وأصبحت تراعي حقوق الناس وصحة المجتمع وقامت بوضع ملصق خال من المضادات الحيوية على منتجاتها…والآن بدأت بعض شركاتنا ولكن على استحياء الكتابة على بعض أنواع دجاجها (خال من المضادات الحيوية) وهذا إجراء جميل ومحمود يشكرون عليه، إلا أننا نتمنى أن أن يكون ذلك إلزاميا على كل شركاتنا الوطنية والشركات الموردة إلى السوق المحلي كذلك وأن يكون ذلك فعليا وليس كتابيًا فقط…كما أحب أن أوضح أن كلمة خال من المضادات الحيوية لا تعنى عدم إعطاء الدجاج أي مضاد حيوي طوال فترة حياته ألبتة، وإنما تعني أنها لم تسمن بالمضادات الحيوية وأن التركيز الباقي من المضادات الحيوية في جسمها و أنسجتها يكاد يكون معدوما أو بسيطا جدا، بحيث لا ينتقل عن طريق الأكل للمستهلك وذلك كون بعض الدجاج يمرض في مراحل حياته ويحتاج لمضاد حيوي لعلاج الالتهاب المصاحب؛ لذا فالمضادات الحيوية المعطاة بسبب التهابات سابقة لا تحسب بسب قصر مدة تعرض الدجاج لها ونسبها الموزونة للعلاج والتي يختفي أثرها بعد الشفاء…أما مايعطى لغرض التسمين فهو يعطي بجرعات عالية ويبقى داخل أنسجتها وينتقل إلى داخل جسم الإنسان عن طريق الأكل، وتكتسب البكتيريا الطبيعية الموجودة في جسم الإنسان صفة المقاومة بسبب الجرعات العالية من المضادات الحيوية التي تعرضت لها السلالات البكتيرية التي كانت في أجساد الدجاج…وعند التعرض إلى أي انخفاض في مناعة الشخص قد تجد هذه الميكروبات الفرصة إلى إحداث عدوى ذاتية قد يصعب علاجها. إذن ماهو المطلوب؟ أولا على الجهات المختصة متابعة مزارع الدواجن المحلية والتأكد من أن الدجاج لا يعطى مضادات حيوية بدون داع أو بغرض التسمين ومعاقبة من يفعل ذلك…ثانيا نحتاج نحن أفراد المجتمع إلى التوعية أكثر والاطلاع والقراءة أكثر وعدم الشراء من الشركات التي أثبت عليها أنها تستخدم المضادات الحيوية للتسمين سواء الدجاج أو اللحوم ومقاطعتها حتى نكتفي شر اكتساب الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية ومشاكلها.
استشاري/ أستاذ مكافحة العدوى المساعد
كلية الطب – جامعة الباحة
دائما مبدع دكتور محمد
بالتوفيييق
دجاج خال من المضادات الحيوية?
إلا أننا نتمنى أن أن يكون ذلك إلزاميا على كل شركاتنا الوطنية والشركات الموردة إلى السوق المحلي كذلك وأن يكون ذلك فعليا وليس كتابيًا فقط?
?