لم تعد الشهرة ذاك البريق الخاطِف، اللامِع، المُضيء، والذي يشع فرحًا ومسؤوليةً في آن، ممن تقلدوه في أي مجالٍ أبدعوا فيه، ولذلك هم أيقنوا أن تلك الشهرة مسؤولية، مسؤولية تجاه الناس بأن يكونوا على قدر الثقة التي منحتها لهم تلك الجماهير، ومنهم لاعب الكرة، والإعلامي، والأديب، والمُخترع، وغيرهم، ولذلك تجدهم دائمًا عند حُسن ظن جماهيرهم، لا يضحكون عليهم، فضلا عن أن يتخذوا سلم الشهرة للنصب والاحتيال على خلق الله، وعلى من أوصلوهم إلى تلك المنزلة الرفيعة، والتي بعضهم هوى منها، ولم يعد يلقي له الناس بالًا، ويكون قد خسر شهرته، وبالتالي خسر قيمته وتاريخه أمام مجتمعه، إن كان فعلًا لديه تاريخ يستحق أن يُحكى ويُروى ..!
مشاهير السوشال ميديا، على اختلاف مُسمياتِها، خاصةً السناب، ذلك الموقع، والذي سلب الألباب، وضيع الأحباب، وغدر ببعض الأهل والأصحاب. وصل بعضهم إلى الشهرة في فترةٍ وجيزة، عادةً لا يصل إليها المشاهير الحقيقيون ـ لأن أولئك مُزيفين !! ـ المتعارف عليهم إلا في سنواتٍ عديدة، كما وضحت ذلك في بداية المقال إلا إن بعض مشاهير السوشل ميديا غير، ولذلك وصل بعضهم للشهرة في فترةٍ قصيرةٍ جدًا، عادةً من يصعد سلم الشهرة في فترة قصيرة جدًا، يؤكد بطريق غير مباشر أنه سينتهي وهجه سريعًا جدًا، ولذلك بعضهم هجره متابعوه، ولم يعد يجد ذلك القبول، بل تم تبليكه كما حدث في الحملة الحالية لتبليك المشاهير، والتي وصلت للترند مراتٍ عِدة، ومازالت الحملة مُستمرة حتى الآن، وأتوقع راح تستمر، من قبل الكثير من المتابعين كِبارا وصغارا، حتى يجد نفسه دون بريق الشهرة الذي تعود عليها ..!
وخِتاما.. بعض مشاهير السوشال ميديا، خاصةً السناب لا هم لهم إلا الترويج لبضاعتهم ـ صاروا تُجارًا على غفلة !! ـ وأيضا بضاعة المحلات التي يعرفونها أو يزورنها لترويج بضاعتهم مع أخذ نسبة لهم “شغل بيزنس” ناهيك عن التفاهات التي يقدمونها في سفرهم وإقامتهم، وحياة التصنع التي يعيشونها أمام متابعيهم حينما تحين الصلاة، وحينما يأتي موعد النوم، فأي حياةٍ هم يعيشونها، وأي مُتابعين سُذج ـ مع احترامي لهم ـ يلازمون مشاهيرهم المفضلين من الصباح حتى المبيت ..!! ولذلك كان سقوطهم، ونهايتهم مؤلمة لهم أمام متابعيهم، وربما لم يكونوا يتوقعونها يومًا ما، وفي ذلك عِبرة وعِظة لمن يتوهم الشهرة، ولمن يشتهر سريعاً بأن العادة تكون نهايته أسرع، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه ..!