إيوان مكة

نرجسيةُ مهزوم

كُلُّ شاعرٍ ينسجُ من قصتهِ
أنّهُ جابهَ الريحَ
وصارعَ الجِنَّ
وأنَّه أشعر العُشَّاقِ
وأنَّه اتَّخَذَ المصاعبَ مركبْ ..
كُلُّ شاعرٍ يحيك من قصائده
ثوبَ زورٍ ..
ويطيشُ في الخيالِ
أو يُضَخِّم أقصوصته
وفي جميع الأحوالِ يكذبْ
ومِنَّنا بارعون ..
غيرَ أنَّ أبرعنا من كانَ أَكْذَبْ
إلَّا هنا ..
فلو أقسمتُ ثلاثًا غيرَ حانث
أنَّني في الحُبِّ نسيجٌ وحدي
وفي الشعرِ فريدٌ لاشيء مثلي
حين أرهبْ ..
وحين أرغبْ ..
وحين أطربْ ..
وحين يشِعُّ النبيذُ فأشربْ ..
نرجسيٌّ ؟ لِمَ لا ؟!
وأنت سيدتي معي
وفي حضرةِ الشِّعْرِ أَعْذَبْ !
لاأُبالي مايُقال ..
لا أسمعُ ، لاأرى !
جاءتِ القوافي سجودًا
وجاءني الشعرُ راكعًا يَتَحَبَّبْ ..
أنا تاجٌ فوقَ هامةِ الشعرِ
وسوايَ على موائده
طُفَيْلِيٌّ كأشعبْ ..
ومن السفاهةِ من يقارن
صَوْلَةِ الأُسْدِ بقفزةِ أرنبْ ..
سيدتي ..
لاتلوميني بهذا التَّعالي
فإنَّ عينيكِ فضاءٌ
وإنَّ أشعاري مدارٌ
وبين عينيكِ وشعري
يتهاوى ألفُ كوكبْ ..
أنا معراجُ المسيحِ
وأنتِ أجنحةُ الملائك
نزلتُ بآثامِ الخطايا
على نهديكِ ؛ لأُصْلَبْ
فَكَفِّري فوقيَّةَ ذَنْبي
وعَمِّديني من شفاهِك
فَلَمَاكِ الحُلْوُ مُذْنِبْ ..
سيدتي ..
أنا ماجِئتُ لِأُدْهِشُكِ بِشِعْري
فإنَّ الشِّعْرَ في ملكوتي سَهْلٌ
لكنَّ سِحْرَ عينيكِ صَعْبٌ
وبسمة العينين أَصْعَبْ ..
وأنا ماجِئتُ بشيبي ؛ لِأَعْتَبْ
ولا جِئتُ بالغَيْرَةِ أَغْضَبْ ..
أنا في كُلِّ مجدي مُرْهَقٌ أَتْعَبْ ..
وفي ذاكرةِ الوفاءِ مُتْعَبْ ..
فهل حنانُكِ رَحْبٌ ؟
فضَمِّدي جِراحَ عزيزٍ
كانَ ومايزالُ ..
مع جفاءِ الوَصْلِ ، أَرْحَبْ !

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. وجاءني الشعرُ راكعًا يَتَحَبَّبْ ..
    أنا تاجٌ فوقَ هامةِ الشعرِ
    وسوايَ على موائده
    طُفَيْلِيٌّ كأشعبْ ..
    ومن السفاهةِ من يقارن
    صَوْلَةِ الأُسْدِ بقفزةِ أرنبْ ..

    الله يا عمدة كلماتك مشرئبة الأعناق .. مزهوة مختالة بخالقها، وهو أنت .. دمت فارس للشعر ودمت كهله ودمت فتاه

  2. من يكتب شعراً او نثراً او اي ابداع قصصيا كان ام روائيا حكمة كانت ام خيالات واساطير ،يعرف الشعور الذي يصفه العمدة في هذا النص الباذخ الجمال والكبرياء ،لصاحب الإبداع تطلع دائم وتوجه مستمر نحو الأفضل والأكمل ..
    حفظك الله ياعمدة
    أحسنت كعادتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى