أحمد حلبي

محمد عبدالله مليباري اللغوي والصحفي

في حياتي العملية التي قضيتها داخل أروقة جريدة النـدوة، أو خارجها التقيت بشخصيات لم أكن يوما أتوقع الحديث إليهم أو حتى الالتقاء بهم، منهم المسؤولون والأدباء والمفكرون والعامة، ومن بين الشخصيات التي لم أكن أتوقع أن ألتقي به وأتحدث اليه مباشرة دون حاجز أو فاصل أو وسيلة اتصال، الأستاذ محمد عبدالله مليباري ـ رحمه الله ـ، الذي كان حينها من أبرز كتاب جريدة النـدوة، وكان مع الأستاذ محمد موسم المفرجي المشرف على الملحق الأدبي بالندوة، والأستاذ عبدالكريم عبدالله نيازي، الكاتب المعروف ـ رحمهم الله ـ يشكلون واحدة من أقوى الجبهات القوية التي تصدت للحداثة وأنصارها، في معركة أدبية راقية.
والأستاذ محمد مليباري ـ رحمه الله ـ، جمع بين عشقه للصحافة وإصراره على تطوير ذاته، فكان واحدا من أبرز محرري جريدة الندوة عام 1377هــ، ثم عمل سكرتيرًا لتحريرها فمدير للتحرير.
وحينما تذكر الصحافة الرياضية بالمملكة يذكر اسم الأستاذ محمد مليباري ـ رحمه الله ـ، إذ أصدر مع السيد فواد عنقاوي صحيفة (الرياضة) الأسبوعية عام 1380هـ كأول صحيفة تعنى بشؤون الرياضة وكان أول رئيس تحرير لها.
وتعد مجموعته القصصية “مع الحظ” الصادرة عام 1374هــ، أول نتاج أدبي مطبوع له ، فيما يعتبر كتابه “المستشرقون والدراسات الإسلامية” الصادر عام 1410هــ، من أجمل الكتب التي تضمها المكتبة العربية.
وسيرة أستاذنا الراحل محمد مليباري ـ رحمه الله ـ مليئة بالعطاء والإنجاز، فهو من مواليد مكة المكرمة عام 1350هـ، تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب مكة المكرمة، ثم التحق بالمدرسة الصولتية الكائنة بحي الشبيكة، وحصل على شهادة الابتدائية منها، و واصل دراسته ليجتاز المرحلتين المتوسطة والثانوية بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة ويتخرج منها عام 1364هـ.
وبدأ حياته العملية موظفا في إدارة بريد مكة المكرمة، وتدرج في وظائفه، حتى أصبح مديرا عامًا لبريد مكة المكرمة عام 1399هـ.
عشق الصحافة والعمل بها، ونجح في الجمع بينها وبين عمله الرسمي، فبدأ محررا في جريدة الندوة عام 1377هـ، ثم سكرتيرا للتحرير، ثم مديرا للتحرير، وتولى سكرتارية تحرير مجلة (قريش) الأسبوعية عام 1379هـ، وأصدر مع السيد فواد عبدالحميد عنقاوي جريدة الرياضة الأسبوعية عام 1380هـ كأول جريدة تعنى بشؤون الرياضة وكان أول رئيس تحرير لها، توفي رحمه الله في الرياض عام 1412هـ.
وأملنا أن يسعى أبناؤه للعمل على جمع نتاجه الصحفي في كتاب، فما تناوله الأستاذ محمد عبدالله مليباري ـ رحمه الله ـ، خاصة في مجال اللغة التي كان ضليعا بها رغم عدم تخصصه بها، ويتفوق كثيرا على البعض من أساتذة اللغة بالجامعات.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button