الموقف الذي ظهر به طارق صالح بعدم اعترافه بالشرعية والرئيس هادي، هو موقف يمثل موقف عائلة صالح كلها بعد مقتل صالح الرئيس السابق في صنعاء على أيدي حلفائه جماعة الحوثي بعد الخلاف الذي نشب بينهما وأدى إلى مواجهة بين الطرفين، وهذا الموقف كان سببًا لاستياء انصار الشرعية ومهاجمتهم واستنكارهم بعد أن كانوا قد تعاطفوا من قبل مع عائلة صالح بسبب ما حدث لهم في صنعاء، وتوقعوا انضمامهم لصفوف الشرعية للمشاركة في تخليص اليمن من جماعة الحوثي أسوأ جماعة في تاريخ اليمن عاثت فيه الفساد وأهلكت الحرث والنسل، واستبدت وتجبرت وظلمت وطغت.
عائلة صالح استنزفها الحوثي، وضحت معه حتى لم يتبق بيديها أي قوة عسكرية أو قبلية، وبعد أن اختلفت مع الحوثي وصلت أراضي الشرعية حافية القدمين، ولم يعد لديها في اليمن ما يجعلها قوة على الأرض لديها تأثير في المجال العسكري، وهذا ما يعني انه ليس من الضروري اعتراف عائلة صالح بالشرعية والوقوف معها، كون ذلك لن يفيد الشرعية بشيء، إنما كان وبالا على الشرعية التي كان سيحسب لعائلة صالح دور في انضمامهم ووقوفهم دون أن يكون لهم في الحقيقة اي دور.
من جهة أخرى عائلة صالح لا زالت معلقة على موقفها السابق، ثلاث سنوات وهي متحالفة مع الحوثي وتقاتل معه وتشاركت معه في الحكومة الانقلابية، ووقفت ضد الشرعية والرئيس هادي، وكل ذلك نابع من قناعة تامة، ثم بعد كل هذا تريدون منهم أن يقفوا مع الشرعية وهذا موقف صعب على قناعتهم الداخلية، عشرتهم مع الحوثي جعلتهم يعتبرون الخلاف الذي حصل مؤخرًا هو خلاف داخلي، وهذا ما يعني أن اعترافهم بالحوثي سابقًا لا زال قائما، كون ذلك الاعتراف لن ينقضه إلا اعترافهم بالشرعية، ولكن عدم اعترافهم بالشرعية جعلهم الآن الأقرب للحوثي، أو الوقوف بموقف لا فائدة منه، لا هم مع الحوثي ولا هم مع الشرعية، لا هم مع أحد، ولا أحد معاهم ….. وهذا هو الغباء والحماقة بحد ذاتها.
جاءت فرصة مقدمة على طبق من ذهب لعائلة صالح، كان المفروض عليهم أن يستغلوها ويعلنوا اعترافهم بالشرعية ويكفروا كل مساوئهم السابقة، ويحصلوا على شرف الدفاع عن اليمن وتحريرها، ولكنهم مدبرون ومحبوطون عمل، أبوا إلا أن يكونوا في مستوى الانحطاط ومربع المستنقعات.
مجانين أنصار الشرعية، كانوا يريدون من طارق صالح أن يعلن اعترافه بالشرعية ليركب الموجة بعد أن جاء في الوقت المتأخر، ويحصل على منصب عسكري، ويصبح بطلًا مغوارا دون أن يقدم للشرعية أي تضحيات.
طارق بطل في الفساد والفشل، وتركوه خارج الشرعية أحسن، نحن غير ناقصين في الشرعية بوجود قيادات تأتي لتتسلق على تضحيات غيرهم الذين لهم ثلاث سنوات في خدمة الشرعية، دعوا الشرعية لأهلها المناضلين السابقون السابقون أولئك المقربون، الشرعية لها رجالها كأمثال المؤتمريين الواقفين معها من البداية ومن معهم، ولسنا بحاجة لعائلة صالح أو غيرهم.
فخامة الرئيس هادي ليس منتظرا لاعتراف عائلة صالح به كرئيس شرعي، هو رئيس معترف به المجتمع الدولي وصعد عبر طريقة شرعية انتخبه فيها كل أبناء الشعب وتوافق عليه الجميع.
اعتراف طارق وأحمد بهادي لن يجعله يتقدم ويحرر بقية اليمن فور ذلك الاعتراف.
هادي ليس بحاجة اعتراف عائلة صالح، لأنه قوي بمبادئه وعزمه وإصراره منذ يوم أن كانت عائلة صالح تساند الحوثي وتقف ضده، ولم يتأثر أو يلين أو يتراجع أمام من تكالبوا عليه، بل انتصر لليمن وتقدمت معارك التحرير من مأرب إلى مشارف صنعاء.
هادي أحسن لعائلة صالح، وفتح أبواب الشرعية لاستقبالهم وسامحهم وتناسى كلما فعلوه به من قبل، لأنه رجل كريم وشهم وذو قلب طيب ويتصف بأخلاق عظيمة، ولكن عائلة صالح لا ينفع معهم التسامح والتعامل بالحسنى، ولم يثمر فيهم ما قدمه هادي لهم، لأنهم ليس من النوع الذي يقدر المعروف ويعترف بالجميل.