كلنا يتذكر قبل عدة سنوات مضت أن حلم اقتناء منزل كان من سابع المستحيل وصعب المنال، كنا نستبعد فعلا هبوط الأسعار تلك الأيام .. اليوم بدأت أسعار العقار في الحضيض وانخفض الطلب كثيرا على الشراء، وزاد العرض في كل مكان حتى كاد لا أحد يرغب ان يشتري أو يقتني شقة أو فيلا في أي مكان؛ نظرا للهبوط المستمر الحاد في الاسعار …فالدولة بأفكارها وباستراتيجياتها الرائعة الماضية استطاعت أن تخفض التضخم المرتفع على العقار كما وعدت؛ وذلك بفضل خطط وضعتها وزارة الإسكان كضريبة الأراضي البيضاء، وهذا يعني أن الدولة إذن تستطيع وباستراتيجياتها وخططها القادمة أن تخطط من الآن لتخفيض التضخم بالتعاون مع المستهلكين الأفراد، ومن خلال وضع برامج استراتيجية من قبل الوزارات المعنية للوصول لإخماد نار الأسعار داخل الأسواق، ومن خلال قرارات ورغبات الأفراد حيث تعتبر رغبة المستهلك المحدد الأول والمؤثر القوي في التضخم أو الكساد المفروض بالأسواق …لكننا للأسف مازلنا نفقد الثقة في أنفسنا بأننا فعلا من المؤثرين في قرار ارتفاع أو انخفاض الأسعار، وكل يوم نندب حظنا على ارتفاع الأسعار والتباكي على أيام وزمن الطيبين، كما أصبح يقال في كل مجلس ومكان …فلما التباكي يا سادة يا كرام !!
من اليوم حاول أن تتخذ شعار أنك كإنسان مؤثر في الأسعار، وابتعد وتجاهل المنتجات والسلع غالية الأثمان، وركز على اقتناء الاحتياجات الضرورية اللازمة وابتعد تماما عن السلع الكمالية التي لا داعيا لاقتنائها الآن…فلو استطعنا نحن كأفراد ومستهلكين أن نقنن عملية الشراء ونضع خطط لأنفسنا وأهلنا لما يتم شراؤه وما يتم تجاهله الآن سنسهم بشكل كبير في خفض الأسعار .. فقط ابدأوا من اليوم وغيروا منهجية الصرف السابقة، وركزوا في الاحتياجات الضرورية وابتعدوا عن الكماليات التي ليس لها داع هذه الأيام، والاستغناء عن كل شيء غال، أصبح سعره غال وغير ضروري هذه الأيام للضغط بقراراتكم الشرائية على كل تاجر استغلالي جشع همه فقط نسف جيب المواطن الغلبان .. جربوا هذه النظرية الآن، ودعونا نشاهد من سينتصر في النهاية هل قرار المواطن ليؤثر في خفض الأسعار أم يستمر جشع التاجر في تضخم الأسعار.
والله المستعان ..
مستشار إدارة التغيير وفلسفة إدارة الأعمال