فايز العرابي

التعايش و الإندماج

استطاع مجتمعنا السعودي الوفي _حتى القبلي منه _ ترويض العادات المتوارثة و التقاليد المتشددة التي أحاطت بمفاصل ثقافته زمنًا طويلًا لينتقل الآن على مركب التحوّل و التغيير إلى ميدان التعايش و الاندماج .. يسير على طريق الوسطية و الاعتدال .. فما أقرب ذاك الزمن الذي كان فيه مشاهدة القنوات الفضائية فسقا و كان أطباقها على أسطح المنازل جُرما .. وليس ببعيدٍ عن ذاكرتنا الزمان نفسه الذي حارب متشددوه مستخدمي تطبيقات ( الجوال ) .. و عدوا ذلك في زمانهم خروجًا على نوامس حياتهم ..

و كان للمرأة في صفحات سجلات تلك الموروثات المتشددة مساحات كبيرة تحركها أصابع الذكورة من خلف قناع العيب و من تحت ستار العار و الفضيحة ..

فحسبنا أن نستشهد ببعض ماكان
في ذلك الزمان لندير ظهورنا إلى تاريخ امتلأت بعضٌ من عاداته و تقاليده بالتشدد لندخل اليوم من بوابة المجتمع المسلم الوسطي الذي ينبذ التطرف و يؤمن بدور المرأة في تحريك عجلة التنمية جنبًا إلى جنب مع نصفها الآخر .. و يدرك أن الإسلام لم يحرم المرأة حقها في العيش الكريم و لم ينتهك حقها في الحرية .. و في ذات السياق أمرها برداء الحشمة و أعزها بلباس الحياء و نهاها عن التبرج و السفور .. فلا تُهان إذا خرجت بإيمانها و لا تُذَل إذا عملت بعزتها ..حينها يزداد قلب الطامع فيها مرضًا .. و يزداد بها قلب العافّ فخرًا ..

فنحنُ نسعد بك أيتها المرأة حينما نشاهدك بمدرجات كرة القدم مع أسرتك و ذويك تشاهدين و تدعمين و تشجعين بكلّ أدب تبتعدين عن مواطن الشبهات تستحضرين تعاليم ديننا الإسلامي السمحة ..
و نحنُ كذلك نسعد عندما تجلسين خلف مقود سيارتك ملتزمةً بما أنتِ فيه من شرف و عز محافظةً على كرامتك متحصنةً بقوة الإيمان و الفطنة و الوعي ..

و حان الأن للرجل الفطن أن يفتح زاوية أخرى لينظر من خلالها لنصفه الآخر ..ليدرك أن المرأة لم تعد رهينة للذل و ضحيةً للسيطرة و لم تكن هي تلك التي تسير في مؤخرة ركب التطور و التقدم مسلوبة الحقوق مكسورة الجناح ..
أهلا بزمن الاندماج و التعايش المنضبط بمنهج الوسطية و الاعتدال ..

Related Articles

One Comment

  1. كلام منطقي فعلا فيه تغيير كبير و اهم شي يتغير فكرهم و ثقافتهم حتى يعرفوا ان المرأة لا تقل عن الرجل و تحتاج حريتها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button