الإتحاد والمنقذ تركي آل الشيخ

من المتعارف عليه أن الأندية الرياضية في المملكة هي مملوكة للدولة، ومن الطبيعي أن تكون الرقابة عليها من الجهات المعنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض، فمجالس الإدارات المتعاقبة في نهاية الأمر يعتبرون من المتطوعين، منهم من يكمل الفترة، ومنهم من ينسحب من أول المشوار ويغادر النادي سواءً من الباب الخلفي أو من الباب الكبير.
فنادي الاتحاد مثلًا كان ضحية تخبطات إدارات متعاقبة من جهة وغياب الرقابة من اللجان المتخصصة في الاتحاد السعودي لكرة القدم من جهة أخرى، ففريق كرة القدم يرزح تحت وطأة الديون من فترة طويلة، و شُكل له أكثر من لجنة تتقصي الحقائق المالية منذ فترة رئاسة الأمير سلطان بن فهد ثم فترة الأمير نواف بن فيصل ثم اللجنة الأخيرة في عهد الأمير عبدالله ابن مساعد، وجميع هذه اللجان لم تعلن عن نتائج التحقيق ولم تكشف عن المتسبب في الديون رغم قيام بعض أعضاء الشرف بنشر الغسيل في وضح النهار. لكن رؤساء الاتحاد السعودي السابقين غادروا الاتحاد، وتركوا خلفهم أكثر من علامة استفهام، جعلت المشجع الاتحادي حيرانًا.
من العدل والإنصاف أن لا يتم تحميل نادي الاتحاد اليوم أخطاء إدارات متعاقبة، ساهمت في إغراق النادي بالديون، واستغلت ثقة المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم، فالجميع متفق على محاسبة المتسببين في الفساد الإداري والمالي، ولكن من حق الأندية على الاتحاد السعودي وهيئة الرياضة حمايتها من عبث العابثين وتجنيبها أي عقوبة محلية أو دولية تصدر بأسبابهم.
كان من المفترض على لجان الاحتراف السابقة سداد الديون واجبة السداد وتجنيب الفريق من أي عقوبة محلية أو دولية، ولكن للأسف لم تكن تلك اللجان تمتلك الشجاعة الكافية، بل ساهمت في تضخم الديون داخل الأندية ومنها نادي الاتحاد.

ختامًا:
كلي ثقة في المنقذ تركي آل الشيخ بالنظر في وضع نادي الاتحاد الحالي وحث الخطى لإغلاق ملفات الديون في الفيفا، فالإدارة الحالية ليس لها ذنب في كل هذه القيود على فريق كرة القدم، وطالما تم محاسبة من تسبب في تلك الديون وإحالته للتحقيق، أرى أن يتم تمكين الفريق من التسجيل في الفترة الحالية بعد التنسيق مع الفيفا، ولو تطلب الأمر سداد كامل المستحقات الآن ويتم استرجاعها فيما بعد سواءً من حقوق النادي في هيئة دوري المحترفين أو من تلك التي بحوزة الفاسدين ، فالإتحاد ككيان بريء يا معالي المستشار.