أصبحت اللغة الأجنبية هي لغة أبناء المبتعثين الأولى وذلك بسب ابتعاث آبائهم أو أمهاتهم والذي يمتد لسنوات قد تصل لعقد من الزمن. وعلى رأسها اللغة الإنجليزية والتي لغة الدراسة في الدول الأولى للابتعاث الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وبريطانيا وأستراليا والتي تضم النسبة العظمى من المبتعثين. وللأسف الشديد في أمريكا على سبيل المثال: لا يوجد مدرسة معترف بها ويتم تدريس اللغة العربية فيها مجانا سوى الأكاديمية العربية السعودية بواشنطن العاصمة، وكما تعلمون فإن المبتعث لا يستطيع تحديد مكان دراسته لأنه هذا يعود لاعتبارات كثيرة. أساسها القبول الأكاديمي للمبتعث وكذلك نسبة الأمان وغلاء المعيشة في المدينة.
والآن الخريجون العائدون للوطن وأيضا المبتعثون الحاليون يواجهون مشكلة كبيرة. فهم أمام أمرين: إما دفع مبالغ باهظة للمدارس العالمية السعودية لإكمال تعليم أبنائهم، وهو مالا يستطيعه معظمهم أو تسجيل أبنائهم في المدارس الحكومية والتي يتم التدريس فيها باللغة العربية فقط مما يؤثر سلبا عليهم أكاديميا ونفسيا لظهورهم بشكل قاصر مقارنة بزملائهم.
هذه المشكلة تؤرق المبتعثين والخريجين من دول أجنبية. فالغالبية العظمى عادوا ولم يجدوا وظائف لهم وزيادة على ذلك وجدوا أنفسهم مجبرين على تسجيل أبنائهم في المدارس العالمية. وأيضا الموظفون المبتعثون يواجهون نفس المشكلة لأن جهات ابتعاثهم لا تدعم دراسة أبناء الموظفين السعوديين. ورسوم المدارس العالمية ليست بالبسيطة فمتوسط سعر تسجيل الطالب فيها 25 ألف ريال. وتزداد المشكلة في حالة وجود عدة أبناء للمبتعث مما يصعب على ذوي الدخل المتوسط والمحدود والذي يمثل أغلب المبتعثين. مما يزيد العبء في سد الاحتياجات الأساسية للمعيشة.
هذه المشكلة تحتاج وقفة حاسمة من وزارة التعليم للنظر في وضع أبناء المبتعثين بعد العودة وخاصة من هم في المرحلة الثانوية لما تحتاجه هذه المرحلة من معدل عالي لدخول الجامعات. وتضاف فئة الموفدين للعمل لخارج البلاد والمغتربين للعلاج أيضا لفئة المبتعثين بسبب تضرر أبنائهم الدراسي.
عندما يكون الطالب لا يتقن العربية قراءة وكتابة، بسبب دراسته بلغة أخرى فهناك حالتان لذلك:
الحالة الأولى: أن يكون الطالب في المرحلة الابتدائية أو بداية المتوسطة، فالأمر صعب ولكنه ليس مستحيلا
لان الطالب خلال سنة او سنتين سيستطيع بأذن الله تعلم العربية وحتى وان كان مستواه الدراسي تأثر بذلك، فإن هذا التأثير لن يؤثر في مستقبله الدراسي، لان معدل المرحلة الابتدائية والمتوسطة لا يحتسب عندما يقدم الطالب لدخول الجامعة
هذه الحالة يمكن التعامل معها تدريجيا ببرامج تقوية اللغة العربية.
وأما الحالة الثانية: وهي عندما يعود الطالب وهو في نهاية المرحلة المتوسطة أوالمرحلة الثانوية، فإنه من المستحيل أن يدرس باللغة العربية، خاصة إذا كان يدرس باللغة الانجليزية لخمس سنوات سابقة على الأقل.
عندما نضرب مثالا بالمبتعثين حين قدومهم لبلد الابتعاث فإنهم لا يستطيعون الدراسة في البلدان الأجنبية الا بعد الدخول في برنامج مكثف لتعلم اللغة الأخرى لمدة سنة ونصف او سنتين وربما أكثر. وبعدها ايضا يبدأ المبتعث الدراسة في تخصص معين والذي له مصطلحاته والتي يستطيع حصرها في الغالب من اول فصل دراسي بينما الثانوية العامة عبارة عن مجموعة مواد متخصصة، وكل ماده لها مصطلحاتها.
هل من المنطق بعد عودة الطالب في المرحلة الثانوية ان يتوقف عن الدراسة ويسجل في معهد لتعليم اللغة العربية لمدة سنة او سنتين حتى يتقنها ثم يواصل تعليمه الثانوي؟
او من المنطق ان يدرس بغير لغته التي درس بها على الأقل لخمس سنوات مضت، وننتظر منه النجاح والحصول على معدل عالي لدخول الجامعات؟
بالتأكيد لا، لأن فيه ظلم كبير لهذا الطالب..
في الحقيقة الحلول تختلف باختلاف مرحلة الدراسة عند عودة الطالب، وأيضا تختلف باختلاف المدة التي قضاها الطالب وهو يدرس بغير اللغة العربية. فما قد يكون حلا مناسبا لطالب بعينه قد لا يكون مناسبا لطالب آخر. أضيف إلى ذلك عندما يكون الطالب لديه صعوبات تعلم مثل تشتت الانتباه وضعف التركيز أو غيرها من الصعوبات لذلك لابد من دراسة حالة كل طالب على حده لمعرفة احتياجاته وتحديد الحل الأمثل لتحقيق الدعم الأفضل له.
وأطرح هنا بعض الحلول الممكنة:
الأول: إدراج أبناء المبتعثين بعد عودتهم للسعودية ضمن الفئات المستهدفة في برنامج القسائم التعليمية من وزارة التعليم للالتحاق بالمدارس العالمية المعتمدة في السعودية حتى تتم تهيئتهم للدراسة باللغة العربية في الوقت المناسب. وخاصة للمرحلة الثانوية، لأن هذه المرحلة يتم احتساب الدرجات والنسبة المئوية فيها، مما يجعل ابن المبتعث في ورطة ان لم يلتحق بمدرسة عالميه والتحق بمدرسة حكومية مجانية يتم التدريس فيها باللغة العربية لجميع المواد، لأن ذلك سيؤثر على مستواه الدراسي حتى وان كانت قدراته ممتازة فهو سيواجه مشكلة في استيعاب مواد ثقيلة في الثانوية بلغة لا يعرفها أو لا يتقنها.
الثاني: فتح فصول دراسية للدراسة باللغة الإنجليزية في بعض المدارس الحكومية في مدن متفرقة في أنحاء المملكة والاستعانة بمناهج المدارس السعودية العالمية المعتمدة. وهذا المقترح يحقق سرعة تعلم أبناء المبتعثين للغة العربية بسبب دمجهم بأقرانهم من متحدثي العربية. وذلك أسوة بالتعليم الخاص فقد عينت له الفصول والمختصون. وأبناؤنا بلا لغة عربية هم حالة خاصة تحتاج تدخلا من التعليم.
الثالث: فتح مدارس عالمية حكومية مجانية في المدن الكبرى يتم التدريس فيها باللغة الإنجليزية وفي المدن الصغرى حسب الاحتياج وذلك بحصر أعداد الطلبة فيها المحتاجين لهذا النوع من التعليم. والاستفادة من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين في إدارتها والتدريس بها. مما يسهم أيضا في حل مشكلة البطالة لبعض خريجي هذا البرنامج. ويمكن فتح هذه المدارس بداخل مباني مدارس حكومية قائمة في حال توفر فصول وغرف زائدة فيها وذلك للاستفادة من الخدمات والأدوات المدرسية في هذه المدرسة ولكن تكون لها إدارة مستقلة بها والمدرسين والطلبة يكونوا تابعين لها وليس للمدرسة الحكومية الأساسية.
قدمت هذه المقترحات لوزارة التعليم في غرة هذه السنة الميلادية 2018 بتأييد أكثر من 360 مبتعثا ومبتعثة خارج البلاد ونرجو منها النظر لهذه المشكلة بشكل جاد والاستفادة من الحلول المقترحة، فالمبتعث سافر خارج البلاد وعانى في سنوات الغربة ما عانى، ويعود لبلاده ليبدأ بمعاناة جديدة بسبب أبنائه قد لا يستطيع تجاوزها.
مبتعثة للدكتوراه في الولايات المتحدة الأمريكية
نعم هذا اعتقد مايحتاجة المبتعث بدل التشتت بين بعثتة لدراسة وتعليم ابناءوه
مرحبا
هذا مايحتاجه أبناء المبتعثين بعد عودتهم ونتمنا من الوزاره تتخذه بعين الاعتبار ممايعنون ابناهئم
موضوع مهم جدا للمبتعثين وأبنائهم، والحلول فيه معقولة جدا، وخاصة الحل الثاني وهو فتح فصول دراسية للدراسة باللغة الانجليزية، ففيه حلول لمشاكل كثيرة تواجه أبناء المبتعثين. وقد أحسنت الكاتبة عرض القضية واقتراح حلول متنوعة.
آمل أن يأخذ الموضوع حقه من الدراسة وأن تأخذ الحلول نصيبها من التنفيذ.
والكاتبة ذكرت أنها أرسلت هذا المقترحات لوزارة التعليم بداية شهر يناير، فقد مر عليها شهر كامل، أتمنى أن تخبرنا الكاتبة بما تم الرد عليها من الوزارة؟
اشكرك دكتورة ليلى على تعليقك، كما اشكر الأخوان أيضا الذين علقوا على الموضوع بالتأييد. في الحقيقة مر فعلا اكثر من شهر على رفع الطلب للوزارة موقعا عليه أكثر من 360 مبتعثا ومبتعثة، ولم يتم الرد حتى الآن. لدينا أمل كبير في الموافقة على أحد الاقتراحات المطروحة عليهم في الخطاب المرفوع بتاريخ ١/١/٢٠١٨
والله ولي التوفيق
مقال جميل من إنسانة بروح جميلة تحب الخير للجميع. اصبتي وسمية في كل حرف وهذي مشكلتنا كمبتعثين رجعوا للبلاد ولم نجد لها حلا ولا تعاون للاسف
موضوع جميل جدا وحلول نرجو تطبيقها فعلا نعاني مع أطفالنا بعد رجوعنا للوطن بعد ثمان سنوات غربة، أطفالي لايتحدثون الا بالإنجليزية واستفسرت عن المدارس العالميه ووجدت اسعارها مرتفعه جدا .
فرحة التخرج والعودة لارض الوطن فرحة كبيرة
لكن التفكير في مستقبل ابني الدراسي مشكلة أنستني فرحة التخرج