بينما أرتب ملفاتي وجدت هذه الشهادة لي
في ملفاتي الدراسية والتي تعني لي
إضافة للعلم الذي تعلمته من خلال تلك الدورة، ومن خلال دراستي الجامعية.
(بناء العلاقات الشخصية)
كان عنوان دورتنا تلك.
علاقاتنا الشخصية بين
السعي للتأسيس، والأعمار والبناء لها، وإنهاء لتلك العلاقات مع الأسف أحيانًا لذالك إن لزم الأمر.
ساقني شوقي لكم لكتابة هذا المقال المتواضع
من خلال تجربتي مع العلاقات الشخصية،
إننا ومع مرور الوقت وتسارع الزمن
ترتب على البعض منا تكوين علاقات شخصية كون (إن الإنسان اجتماعي بطبعه)
كما ذكر ذالك ابن خلدون في مقدمته،
باختلاف ذالك المعيار لدى الأسخاص،
إنما المهم لدينا ماهو بعد ذلك التعارف
من تقوية تلك المعرفة وهل هي تبقى مجرد تأسيس ؟
أو تتجاوز مرحلة التأسيس لتصبح مرحلة أعمار وبناء وصداقة شخصية ؟ تقوم على مبدأ حسن التعامل وزين المعاشرة الأخوية.
مما لا شك فيه أنه يجب علينا في مرحلة التأسيس التروى في تلك المرحلة
لأنها تعتبر:
أول وأهم مرحلة والتي سوف يأتي بعدها
من مراحل مكملة وتابعة لها، يجب أن يكون المعيار الأساسي لتلك المرحلة الدين والقرب
من الله كوننا مسلمين ومن أمة مسلمة
ولكي لا نندم بعد ذلك .
قال تعالى :
(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ
إِلَّا الْمُتَّقِينَ)
تبن لنا هذه الآية أن الصداقة تتعدى مرحلة وجودنا في هذه الدنيا لتتحول معنا إلى الدار الآخرة، كون أن الخلة (الصداقة) ترتقي لدرجة التقوى إن كانت على طاعة الله ورضاه.
أما عن المرحلة الثانية وهي أعمار وبناء تلك العلاقة الشخصية في السعي لإبقائها وتطويرها وإن تحتم ذلك لكي تصبح صداقة
إن وجدت ورسمت ملامح تلك الصداقة
ذلك من خلال أمور عدة وشتى، ومنها
وأهمهما وصية ذلك الحكيم لأبنائه حين قال:
“يا بنيّ عاشروا الناس عشرة حسنة
إن غبتم حنّوا إليكم، وإن فُقدتم بكوا عليكم”، والوقف مع تلك العلاقة الشخصية في
اليسر قبل العسر قدر المستطاع،
والتعاون والتواصل والمساعدة إن طلب أحد الأصدقاء من صديقه المساعدة.
المرحلة الأخيرة وهي إنهاء وهدم تلك العلاقة إن لزم الأمر لذلك.
إننا نلاحظ في هذه الأيام قصر فترة العلاقات الشخصية؛ حيث إننا لا يسعنا أننا نسمع أنه تم التأسيس والأعمار لتلك الصداقة، وبعد فترة وجيزة نتفاجأ بوجود صدع وشرخ لتلك العلاقة ! لا أعلم لماذا حصل ذلك ؟ وأغلب الأحيان يكون هناك هدم لتلك العلاقات التي تم بنائها، مع العلم أنه أحيانا يكون الهدم أفضل من البناء على أساس خاطئ ويكون مبنيا على مصلحة ووجود نية مسبقة من أحد الطرفين لإنها تلك العلاقة مع انتهاء تلك المصلحة.
ولكي لا نصل والعياذ بالله لما ذكره الله عن البعض في محكم التنزيل في قوله تعالى:
” وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولا ”
هنا يكون الهدم أفضل بكثير مما ذكر
في الآية الكريمة من خذلان من العلاقة الشخصية والصداقة والعياذ بالله.
في ختام مقالي لكم أوصيكم بقول النبي
صل الله عليه وسلم:
“إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاقًا”
بحسن خلقك تحدد مكانة مجلسك من النبي
صلى الله عليه وسلم ومن بقية الخلق.
قال أحد الشعراء /
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم
فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ.
فهـد بن خلف الهـاروني