عبدالرحمن الأحمدي

نزاهةٌ تنفضُ غُبارها

بزيادة ملحوظة تجاوزت 30 في المائة عن العام الماضي .. مجمل البلاغات التي تلقتها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نَزاهة” كانت قضايا الفساد الإداري ، وقضايا الفساد المالي من اختلاسات، أو تبديد مالي. هما الجزء الأكبر من مجموع البلاغات المقدمة. تليهما سوء الاستعمال الإداري، وأخيرا استغلال النفوذ. وكل تلك البلاغات بطبيعة الحال تكون عبر البلاغ الشخصي مباشرة لفروع الهيئة، أوعبر المنصة الالكترونية، والأقل استخداما وهي البرقيات الهاتفية.وتسعى “نزاهة”
في نشرها لهذه الإحصائيات مؤخرا في تصنيف مراتب مكافحة الفساد؛ سعيا للشفافية المنشودة، والتي تؤكد عليها من خلال موقعها الرسمي. وفي الوقت ذاته تأمل الهيئة تعاون المواطنين ؛ لتحقيق التناغم المأمول بينها وبين المجتمع رغبة وأملا في مكافحة الفساد.

وحقيقة معظم المواطنين لا يأملون في التعاون المثمرفحسب،بل يتلهفون لتقديم البلاغات بعد سنوات عديدة من التراخي وتباطؤ في تنفيذ للمهمات. ومن المؤكد أن القائمين على هذا الجهاز الحكومي قد تلقوا ملاحظات المواطنين سواء عبر البلاغات الرسمية ، أو حتى سماعها في المجالس من تجاوزات مشاهدة.. بعضها واضح أمام الجميع منهاعلى سبيل المثال: تباين ارتفاع أدوار المباني السكنية، أوفي المدة اللازمة لإصدار التراخيص الفنية للمساكن، أوترسية المشاريع على شركات معينة. أو إهمال في الممتلكات العامة، أو اعتماد رواتب خيالية لمسؤولين في التعليم لوظائف خارجية غير ممارسة. وياليت يتم التوقف كثيرا عند ظلم شركة الكهرباء السعودية في استغلال حاجة الناس وأخذ مساحة معينة من المبنى السكني وبمبلغ زهيد.

إن على الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد “نزاهة ” استثمار الفرصة الثمينة التي سخرتها لها القيادة العليا في الدولة، بتنفيذ العديد من مسؤولياتها تجاه قضايا الفساد، فالوطن بحاجة لتخليصه من مثل هذه القضايا الكريهة،والتي عطلت مسيرة التنمية كثيرا، وحملت أفراد المجتمع هموما وأحمالا فوق طاقتهم، وقتلت طموح كل من يرغب بحياة كريمة به، وهناك من المواطنين من ضحى بمنصبه من أجل الخوف على مقدرات ومكتسبات وطنه، والبعض الآخر ضحى بوظيفته وحتى الآن لم يصل صوته إلى نزاهة، وقد يكون وصل .. ولكن لسان حال “نزاهة”لدينا قضايا أهم..!! نعم هناك قضايا مليارية.. وهناك قضايا مليونية.. ولكن هناك أحاسيس وطنية لا تقدر بثمن من مواطن يحب وطنه بحرقة فمن لمثل هؤلاء المخلصين ..؟

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button