يقف البعض مواقف صعبة أمام خيارات تتطلب العمل على اتخاذ قرارات سريعة وحازمة، فتمتلكهم الحيرة، بحثا عن طرق ووسائل تساعدهم على اتخاذ قرار صائب يمنحهم نتائج إيجابية يجنون ثمارها، وفي أحيان أخرى نجد القوة والصلابة تشكل الفيصل أمام التحديات، فتكون النتيجة سلبية.
ولذلك نرى أن حياة الناجحين تقترن بالتحديات والثقة بالنفس، مع النظر نحو التفاؤل الدائم، والابتعاد عن السلبيات المؤثرة، والساعي نحو النجاح والمستقبل القادم.
ولننظر إلى جون فوب أحد أشهر المتحدثين والخطباء الذي ولد بدون ذراعين يقول في كتابه “ما هو عذرك؟” عن النجاح الذي حققه “إن أربعة محاور جعلته ينجح في حياته: رؤية مليئة بالأمل لحياته ومستقبله، الصبر على العوائق والمشكلات، المثابرة والإصرار على الاستمرار وأخيرا حياة روحية غنية يقترب فيها من الله طالبا عونه ومساندته”.
لذلك لابد أن يدرك الإنسان أن الإرادة هي مفتاح النجاح ومن يستطع تملكها واستخدامها في الوقت المناسب فمن المؤكد أنه سيكتب بداخله ثقة تسطع بنورها أمام الجميع.
ولا بد أن يترك الإنسان أهواءه ويدرك بأن السيطرة عليها هي مفتاحه للنجاح حتى وإن استلزم ذلك تدريب النفس على الصبر فالطريق صعب، وهناك محطات وجدت للراحة وهي بمثابة استراحات للتفكير والتأمل التفكير فيما مضى والتأمل للقادم، والإصرار على عبور الصعاب فالنجاح لايأتي بسهولة.
وليس بغريب عنا ابن الرومي الشاعر الكبير في العصر العباسي والذي شهدت حياته الكثير من المآسي لكنها في مقابل ذلك تركت آثارها على قصائده فكان من الشعراء المتميزين في عصره وقال عنه طه حسين: نحن نعلم أنه كان سيئ الحظ في حياته، ولم يكن محببًا إلى الناس، وإنما كان مبغضًا إليهم، وكان مُحسدا أيضًا، ولم يكن أمره مقصورا على سوء حظه، بل ربما كان سوء طبيعته، فقد كان حاد المزاج، مضطربا، معتل الطبع، ضعيف الأعصاب، حاد الحس جدًا، يكاد يبلغ من ذلك الإسراف”.
وقال ابن خلكان في وصفه له : “الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقي فيه بقية”.
0