طيلة هذه الفترة منذ انطلاق عاصفة الحزم ، والتصرفات الخاطئة التي تمارسها الإمارات في اليمن بدعوى محاربة الاخوان او حزب الإصلاح ، تلك التصرفات هي في الحقيقة تقديم خدمة كبيرة لحزب الإصلاح ، إذ انها رمقته واظهرته بمظهر حسن وجعلت الكثير من اليمنيين يغيرون تصورهم عنه ، ويتعاطفون معه .
تحت مبرر محاربة حزب الإصلاح ، تقوم الإمارات بمحاربة الوحدة اليمنية ، وتدعم وتشجع اطراف الانفصال ، وهذا ما يوضح ان حزب الاصلاح هو الوحدة !!
بدعوى محاربة الإصلاح ، تقوم الإمارات بمحاربة الدولة الشرعية والحكومة وتشجع التمرد عليها ، وهذا ما يكشف ان حزب الإصلاح له الافضلية لأنه يقف مع الدولة ونجاح الحكومة !!
العذر محاربة الاصلاح وتعمل الإمارات على نشر الفوضى وتدهور الأمن والاختلالات ، لتظهر لليمنيين ان حزب الاصلاح هو النظام والقانون والأمن والاستقرار !!
عندما تريد ان تحارب خصمك ، فعليك ان تستخدم اساليب تظهره بالمظهر السيئ والقبيح ، ولكن الامارات استخدمت اساليب اظهرتها بالمظهر السيئ والقبيح واظهرت حزب الإصلاح بالمظهر الحسن والجميل … غباء اماراتي ما بعده غباء !!
إذا تريد اضعاف عدوك ، فعليك ان تستخدم طرق تقضي على رصيده الايجابي وتجعل له رصيد سلبي ، ولكن الإمارات استخدمت العكس ، إذ قضت على رصيدها الايجابي المتمثل بالمشاركة في استعادة الدولة الشرعية ، وجعلت لها رصيد سلبي في تشجيع التمرد على الدولة في المناطق المحررة لا يختلف عن رصيد الحوثي السلبي في الانقلاب على الدولة ، وبالمقابل اظهرت الإمارات لحزب الإصلاح رصيد ايجابي يتمثل في وقوفه مع الدولة وتمسكه بالثوابت الوطنية …. فهل هناك حماقة كحماقة الإمارات !!
كان اليمنيون يحبون الإمارات الشقيقة ويكرهون حزب الإصلاح وأنا أولهم ، ولكن تصرفات الإمارات الخاطئة جعلت اليمنيون يكرهون الإمارات ويتخذون موقفاً موحداً مع حزب الإصلاح .
أنا مؤتمري وسأظل مؤتمري ، واكره جماعة الاخوان بشدة ، ووقفت مع النظام السابق ولم انضم لما يسمى بثورة الشباب في 2011 ، ووقفت مع الشرعية من البداية نظراً لادراكي بخطورة المشروع الإيراني وفكر الطائفية ، وكنت احب الإمارات وضاحي خلفان واكن لهم كل الاحترام والتقدير ، ولم افكر يوماً انني سأعارض شقيقتنا الإمارات او اكرهها لثقتي انها لا فرق بينها وبين اليمن ، ولكن عندما وجدت ضاحي خلفان يتطاول على الرئيس هادي ويتحدث بطريقة انفصالية تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع ، اضطررت للرد على خلفان والهجوم عليه ، واتحد مع من يقفون ضد خلفان سواءً كانوا اعضاء حزب الاصلاح او غيرهم ، وهذا ما يفرضه عليّ الدفاع عن مصلحة وطني والذود عن حماية قائدي الرئيس هادي الذي يدل احترامي له على احترام انتماءي ووعي ثقافتي فالشعوب الحضارية هي من تحترم قادتها .
عندما وجدت الإمارات تقف حجر عثرة امام توحد الجميع خلف الشرعية والرئيس الشرعي وتحارب الثوابت الوطنية ، اضطررت إلى ان اقول لها لا والف لا ، واتحد مع من يقول ذلك سواءً حزب الاصلاح او غيره ، وهذا من باب الوقوف مع المصلحة العامة للشعب والدفاع عن الثوابت الوطنية .
ذات يوم عندما كتبت مقالاً اهاجم فيه المتمرد عيدروس الزبيدي ومن معه ، اعترضني احد الكتاب الصحفيين الاماراتيين وقال لي انت تدافع عن وجهة نظر جماعة الاخوان ، فقلت له : لا وكلا ، انا ادافع عن وحدة اليمن ودولته وأمنه واستقراره وقائده الشرعي وثوابته الوطنية ، فهل الدفاع عن هؤلاء دفاع عن الاخوان ؟!
انا لست غبي يا هذا حتى تخدعوني بمبرر محاربة حزب الاصلاح كي اشجع وأؤيد الإمارات واقف مع اي تمرد على الرئيس ودولته .
انا لست مجنون حتى تخدعوني بمحاربة الاصلاح وتجعلوني اقف ضد قيادتي الحزبية في مؤتمر الشرعية ، فالرئيس هادي مؤتمري ، ورئيس الحكومة واغلب وزراءها مؤتمر .
من يقف مع الرئيس هادي ويحترمه احترمناه ، ومن يحارب هادي ودولته ويعارضه ويشتمه ، وقفنا ضده وعارضناه وشتمناه .
احترموا قيادتنا نحترم قيادتكم ، واحترموا ثوابتنا الوطنية نحترم ثوابتكم ، مالم فأنتم اعداءنا لا اخوتنا ، وسنحاربكم كما حاربنا اي عدو لبلدنا ووطننا وثوابتنا .
الحقيقة ان الامارات من خلال تصرفاتها وممارساتها الخاطئة في اليمن ، تحارب مؤتمر الشرعية ولا تحارب احد غيره .
دعم الإمارات لأي اطراف في الجنوب وتقويتها يأتي على حساب اضعاف مؤتمر الشرعية هناك ، اما حزب الاصلاح ستظل قواعده ثابتة صامدة لم تتأثر ، وكان الاولى من الإمارات ان تدعم وتفعل نشاط حزب مؤتمر الشرعية في الجنوب ، وتسعى لجعل من يواليها ينضم لمؤتمر الشرعية و يقف مع الرئيس هادي كرئيس لليمن ورئيس لحزب المؤتمر .
تشجيع الإمارات لعائلة صالح ، واعادة تقوية طارق وعائلته من جديد ، يأتي على حساب تشجيع وتقوية الانشقاق داخل المؤتمر ، وكان الأولى من الإمارات ان تستغل فرصة خلاف عائلة صالح مع الحوثي لتوحيد صف حزب المؤتمر ، وتسعى لتوحد المؤتمريين في صف مؤتمر الشرعية وخلف الرئيس هادي .
الإمارات وقفت مع بحاح الحوثي ، وحاربت بن دغر المؤتمري .
دعمت وشجعت عيدروس ومن معه الذين يميلون نحو إيران ويخدمون مشروعها ، وحاربت الرئيس هادي رئيس الدولة الشرعية ورئيس مؤتمر الشرعية .