ميعاد شقرة

جابر عيسى بين الاحتراف والانحراف

قبل فترة تبنت هيئة الرياضة خطوات عملية جريئة تمثلت في إفساح المجال أمام اللاعب السعودي للاحتراف خارجيا، وإدخال المواليد إلى الأندية والمنتخبات، ومنحهم الفرص لتقديم إبداعاتهم.
وكان من بين اللاعبين المواليد الذين تبنتهم الهيئة، اللاعب جابر عيسى، وهو من مواليد المملكة وخريج أكاديمية محمد نور في جدة، وأفسح المجال أمامه لتمثيل المنتخب السعودي في كأس الخليج 23 في الكويت، واشتراة عقده نادي الشباب السعودي، ثم انتقل للعب في نادي فياريال الإسباني كمعار من نادي الشباب،
غير أن جابر الذي كنا حتى الأمس معتقدين أنه سيكون داعما قويا لناديه الشباب والمنتخب السعودي، بعد عودته من أسبانيا واكتساب الخبرات، تحول بين عشية وضحاها إلى ما يشبه المتمرد، فكان تصريحه المثير للجدل، برغبته الإقامة في أسبانيا، وقوله : ” حلمي أني أجلس هنا ما أبغي أرجع للسعودية، أبغي أعيش هنا وأتعلم هنا”، وقد أثار هذا التصريح موجة من الجدل، وطرح أكثر من سؤال حول مدى إمكانية الاستفادة من اللاعبين المواليد، فبرز من يطالب بعدم إفساح المجال أمام المواليد، والتركيز على اللاعب المواطن، واعتبر آخرون أن اللاعب تسرع في تصريحه لعدم امتلاكه الخبرات والثقافات.
وهنا نطرح سؤالا، هل يمكن الأخذ بتصريح جابر عيسى على أنه تمرد ؟
أم نعتبرها مجرد كلمات طائشة انطلقت من شاب في سن مراهق ؟
وقبل هذا نسأل هيئة الرياضة لماذا لم تسع لتنظيم برامج توعوية وتثقيفية للاعبين المحترفين خارجيا قبل مغادرتهم ؟
فجل اللاعبين من الشباب وفي سن المراهقة، وقد لا يلتزمون بتعليمات ونظم اللاعب المحترف فيشوهون صورة اللاعبين السعوديين جميعا، وقد ينحرفون بتصريحاتهم الصحفية فيسيئون لأنفسهم قبل إساءتهم لهيئة الرياضة.
ولا يمكن اعتبار اللاعب مخطئا في تصريحه، بل هيئة الرياضة هي المخطئة، لعدم تنظيمها لأي برامج تثقيفية لهؤلاء اللاعبين، واهتمامها باحترافهم خارجيا، قبل اهتمامها بتثقيفهم وتوعيتهم.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button