المقالات

ولي العهد والتغيير

تعيش المملكة العربية السعودية تطورا غير مسبوق وبناء يسابق الزمن، يحتاج إلى تضافر الجهود والدعم من كل فرد سعودي غيور مخلص لدينه ثم مليكه وبلاده، أو التزام الصمت للعقول التي يرهبها التغيير وافكارها محدودة وطموحاتها بسيطة ومتواضعة، والمطلوب من هؤلاء الانتظار قليلا ليروا ويتأكدوا أنهم كانوا في وهم وضعف رؤية وإدراك، والأهم من الصمت أن لا يكون أحدهم أداة وإمعة في خدمة الأعداء ضد بلاده من خلال التذمر وترويج الأكاذيب والإشاعات. ويجب أن يدرك كل مواطن ينعم بخيرات هذه البلاد أن الدعم الذي نقوم به يعتبر واجب شرعيا علينا جميعا ولا يعتبر معروفا منا، بل هو رد جزء من الجميل لدولة أسس كيانها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- بعد التضحيات الكبيرة والتعرض للأهوال الجسام وليس بالكلام والثرثرة من خلال وسائل التواصل وتحت أجهزة التكييف. وليعلم الجميع أننا عندما ندافع عن بلادنا، فإننا نحفظ أمن بيوتنا وأنفسنا وأموالنا وأعراضنا ولنتخذ العبرة من الدول المحيطة بنا التي عاث بها الدمار والقتل والفساد. فالمملكة العربية السعودية قبل الملك عبدالعزيز كانت مرتعا (للجهل والجوع والخوف) وبتوفيق من الله استطاع أن يثبت أركان الدولة وينشر العلم ويستديم الأمن والأمان. ولاشك أن خلف كل عمل ناجح وطموح رجال لديهم القوة والعزم والشجاعة والفكر النير، كما قال الشاعر المتنبي (عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ) ولن يأتي ذلك إلا من خلال مقومات اجتمعت في شخصية جعل الله بها خيرا وبلد أراد الله به خيرا. فأول خير لهذه البلاد أنها مكان مهبط الوحي وقبلة المسلمين، وبها مسجد خير البشر النبي العظيم محمد -صلى الله عليه وسلم- واستمر هذا الخير إلى إن ولى أمرها الله إلى رجال مخلصين حريصين على تطبيق شرعه. فهذا هو حفيد المؤسس ولي العهد ابن سلمان الحزم والعزم الذي نهل صافي المعرفة والقيادة من والده منذ صغره، واكتسب صفات والده وجدة فحقق الآمال والطموحات. وحصل على ثقة ودعم خادم الحرمين الشريفين والمواطنين في محاربة الفساد والمفسدين، وكانت البداية في محاسبة القوي قبل الضعيف تحقيقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريف تركوهُ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد! وايم الله، لو أن فاطمة بنت مُحمدٍ سرقت لقطعتُ يدها) متفقٌ عليه. وها هو الأمير الشاب يحمل طموحات مواطني بلادة ويعانق بها السماء فوق هام السحب من خلال إعادة بناء مؤسسات الدولة، والعمل على إعادة هوية الإنسان المسلم الوسطي إلى وضعها الطبيعي تحقيقا لقوله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً). ومن الطموحات الهامة لولي العهد والمبشرة بكل خير للوطن وللمواطن هو التخطيط والتنفيذ؛ لتحقيق برنامج التحول الوطني 2020 وتحقيق رؤية المملكة 2030 لتكون السعودية. (العمق العربي والإسلامي. قوة استثمارية رائدة. ومحور ربط القارات الثلاث)، والعمل على تحقيق محاور الرؤية (مجتمع حيوي. اقتصاد مزدهر. وطن طموح). وكذلك تنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على مصدر واحد. وختاما يجب التحذير من المشككين في النجاح، والفرار من الخائفين من التغيير والتطور ، فالأول منهم عدو والآخر منهم جاهل.

‫5 تعليقات

  1. أصحاب المبادارات العظيمة دائماً ما يصطدمون بعوائق التغيير والتشكيك والحسد وشواهد التاريخ تتحدث عن مثل هؤلاء ، وفقك الله ولي العهد وسدد خطاه والهمة الرشد في القول والعمل ، مقال رصين وعميق شكراً لسعادة العميد ..

  2. ابدع الكاتب في هذا المقال، فالأمير محمد بن سلمان تم إختياره كشخصية مؤثر لعام 2017، فهو رجل التغير الأول.
    المقال رائع من رجل عسكري يخدم الوطن ويفديه بروحه ودمه، حيث حب الوطن يجري في عروقه لذا نجده ترجم ذلك الحب الصادق والنابع من القلب في كلمات المقال.

  3. مقال يخرس المتربصين ويفتح افاق المشككين والصامتين شكرا سعادة العميد فقد تكلمت به بالنيابة عن المخلصين الذين يحبون هذا الوطن وقادته
    وفق الله ملك الحزم وولي عهدة صاحب العزم وكل مخلص لهذا الوطن.

  4. نحمد الله ان هيأ لهذا البلد القيادة الحازمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد
    الذي يعتبر المجدد لهذا الكيان في جميع المجلات السياسية والأمنية والاقتصادية ومحاربة الفساد والمفسدين .
    وما نراه اليوم من المكانه الرفيعة للمملكة نتائج لهذه الرؤية الثاقبة .
    شكرا ساعدة العميد زابن بن عمر المرزوقي على هذا المقال الذي يدل على ولاءكم اللا محدود للقيادة الحكيمة وسعة معرفتكم وثقافتكم ولا يستغرب على الرجال أمثالكم
    ووفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى .

  5. الوطن هو قلب وروح الإنسان فهو بلا وطن كالأشجار بلا أوراق، كالجسد بلا روح، يجب على كل إنسان أن يحفظ وطنه ويضعه نصب عينيه لأن الوطن لا يعوّض، وفي هذا المقال الجميل النابع من حب ووفاء وتوفيق بقيادة حكيمه ورؤيه ثاقبه وبناء لمستقبل مشرق يفوق دول العالم المتقدم بساعد ولي العهد/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه .
    نشكر سعادة العميد الركن / زابن بن عمر المرزوقي.
    على هذا المقال الذي دائماً وابداً مانراه جل اهتمامه وقدوة لنا في حب وطننا الغالي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى