المقالات

صناعة النفس

نسمع كثيرًا عن الدورات بعنوان صناعة النفس, وكنت أتساءل كيف يمكن أن تصنع نفسًا قد أبدعها الله سبحانه وتعالى وسواها وأقسم بذلك في سورة الشمس:(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا), فتبين لي أن الخطأ في التسمية التي هي من فعل البشر الذي يغلب عليه الخطأ, وكان الأجدر أن تُسمى هذه الدورات(تحريك جمود النفس), آو( استخراج المكنونات الموءودة للنفس).
وكي يتمكن الإنسان من استخراج مكنونات النفس فعليه أن يعرف قواعد وطرق ومهارات يتعلمها ثم يتدرب تدريجيًا على تطبيقها على نفسه, ويقوّم مخرجات ونتائج ما طبقه.
فهناك أربع قواعد يجب أن نعرفها قبل أن نبدأ في البرنامج وهي:
أولًا: أن يعرف الإنسان قدرات نفسه الفعلية الموجودة, فالله سبحانه وتعالى جعل الناس متفاوتين في القدرات والمواهب، فبمعرفة ذلك يجب أن ينزل الإنسان نفسه منزلة التي تليق بها دون رفع أو خفض, حتى لا تتعرض لشيء من الأمراض المصاحبة لكلتا الحالتين.
ثانيًا: أن يُحسن إدارتها بتوجيه مشاعره وأفكاره وخواطره حول ما يريد من نفسه أن تصل إليه.
ولا شك أن هناك مهارات يُحسن تعلمها لإدارة الذات(النفس), سنشير إليها لاحقًا بحول الله تعالى.
ثالثا: يزكي نفسه بالطاعات ويطهرها بالبعد عن آفات المعاصي, وهذا من أحسن ما يخدم به نفسه، وتعطي نتائجها بأسرع ما يكون, وهذا مجرب ومشهود عليه.
رابعًا: التدرج في نقل نفسه والتعامل معها, ويراقب انعكاسات ذلك بكل رفق وحكمة.
نصيحة: لا تترك نفسك دون أن تتعهدها دائمًا بهذه القواعد الأربعة, وتعامل مع الموضوع بجد وقناعة، فإن فعلت ذلك جنيت ثمرات التغيير الحقيقي لنفسك وساهمت في تغييرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button