أبناء الجنوب يقف أغلبيتهم مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، إلا أن الأحداث الأخيرة التي حدثت في عدن من تمرد ودعوات لإسقاط الدولة الشرعية واشتباكات بين ألوية الحماية الرئاسية وميليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي، هذه الأحداث جعلت أبناء الجنوب يصطفون ويلتفون أكثر مع الرئيس هادي ويقفون معه، أي أنها جعلت شعبية الرئيس هادي تتسع، ومحبيه يكثرون، ومؤيدوه يزدادون، وهناك أسباب كثيرة لهذا الالتفاف الجنوبي حول الرئيس الشرعي، إلا أن هناك خمسة أسباب هامة، سأتناولها هنا.
1- المقارنة بين صبر هادي وحرصه، وبين تمادي وتعدي خصومه.
يعتبر الرئيس هادي كريمًا، أكرم خصومه وجعل لهم مكانة لم يجعلها لهم أحد من قبل لعلهم يستحون ويدركون ذلك ويعترفون بالجميل، ولكنهم لئام قابلوا الإحسان بالإساءة ولم يثمر فيهم المعروف.
إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهُ
وإذا أكرمت عيدروس ومن معه تمردا !!
هادي حريص جدًا على مصلحة خصومه وعودتهم لجادة الصواب، فقد بذل قصارى جهده كي يكفوا عن تمردهم، ويصبحون مواطنين صالحين، ولكنهم أبوا إلا أن يكونوا متمردين مخربين (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ)
هادي صبر كثيرًا على تجاوزات وممارسات خصومه الخاطئة، وكلما زاد صبره زادت تجاوزات أولئك، والذي يصبر دائمًا سينتصر في النهاية، لأن النصر مع الصبر، (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) .
ولهذا فلا لوم على هادي فيما يفعله تجاه هؤلاء، بل إن ما قدمه هادي من قبل في معاملته معهم، يمنحه الأفضلية عليهم، ويجعل الجميع يقف معه ضدهم.
2- المقارنة بين مشروع هادي ومشروع خصومه:
مشروع الرئيس هادي هو مشروع وجود الدولة الشرعية حاليًا التي ستنقل الجنوب مستقبلًا لمشروع الدولة الاتحادية، وهو مشروع يسعى بالجنوب نحو الأمام ويخلصه من منغصات وآلام الماضي، وينقله لعهدٍ جديد يعيش أبناءه بكرامة وعدالة، ويجعله بيئة متقدمة حضارية مواكبة للتقدم العالمي والتطور والنماء.
أما مشروع خصومه، فهو مشروع يسعى لإعادة الجنوب إلى الماضي، والرجوع به للخلف، وينهج تكرار سيناريوهات دموية مؤلمة، ويجعل الجنوب بيئة صراع وفوضى وتخلف وتدهور اقتصادي.
3- المقارنة بين قانونية هادي ومخالفات خصومه.
الرئيس هادي هو الرئيس الشرعي الذي انتخبه الجميع، وهو الرئيس الذي يعترف به العالم، وهو الرجل الذي حرر الجنوب من انقلاب الحوثي، ولولا شرعية هادي لما استطاع التحالف أن يطأ قدم في عدن لصد جماعة الحوثي.
أما مكونات خصوم هادي في الجنوب، فإنها مكونات غير قانونية وليس لديها أي شرعية، ولن يقدر عيدروس وأمثاله أن يتخاطبوا مع أي دولة بصورة قانونية، لم يكن لهم أي اعتبار قانوني إلا إذا كانوا تحت ظل الدولة الشرعية لهادي وتكليف رسمي من الرئيس الشرعي، ما لم فهم مكونات متمردة يجب أن تحصل على عقوبات قانونية لا أن تحصل على حق قانوني أو صفة قانونية.
4- المقارنة بين حكومة بحاح وحكومة ابن دغر:
حكومة بحاح كانت فاشلة فاسدة، لم يقدم بحاح أي نجاحات أو إنجازات تُذكر في المجال الاقتصادي والتنموي والخدمي، لم تقدم أي خدمات للجنوب والمواطن، أما حكومة ابن دغر فلها نجاحات ملموسة وإنجازات كبيرة، والذين يدعون إسقاط حكومة ابن دغر بسبب فشلها، هؤلاء لم يقفوا ضد حكومة بحاح الفاشلة في حينها بل كانوا مناصرين لها وسندًا معها، فمحاربتهم لحكومة ابن دغر هو محاربة للنجاح.
إذا كانت حكومة ابن دغر فاشلة فإن الرئيس هادي سيقيلها ويغيرها كما فعل بحكومة بحاح، والأمر لا يحتاج انقلابات وفوضى وإقلاق للأمن والاستقرار.
5- المقارنة بين صنعاء وعدن:
تعيش صنعاء تحت وطأة جماعة الحوثي في معاناة وفوضى وظلم واستبداد ومصادرة للحقوق، لا كهرباء، لا أمن، لا نظام، لا قانون، لا دولة.
بينما الرئيس هادي حرر عدن والجنوب ووفر لها الخدمات، كهرباء، مياه، مشاريع، مرتبات، نظام، قانون، دولة، أمن، استقرار.
فهل يعقل أن تكفر عدن بالنعمة، ويصبح حالها مثل صنعاء؟
إذا كانت صنعاء اليوم تتمنى شيئًا يسيرًا من خدمات عدن، فهل يعقل أن عدن تريد أن تُعاني كما تُعاني صنعاء؟
إذا كان أبناء الشمال الذين يعيشون تحت سيطرة الانقلاب الحوثي، يتمنون حذاء هادي الجنوبي وينتظرون قدوم دولته الشرعية، فهل يعقل أن ابناء الجنوب يقفون ضد هادي الجنوبي ويضيعونه من بين أيديهم؟ أبناء الجنوب يجب أن يكونوا أكثر فخرًا بالرئيس هادي الجنوبي وأكثر اصطفافًا خلفه، وأكثر اعترافًا بفضله وجميله وإيجابياته، وأكثر وقوفًا ضد خصومه وأعدائه.
أبناء الجنوب لديهم وعي وإدراك، وقد عرفوا وأيقنوا أن هادي أفضل لهم وللجنوب من غيره، ولهذا التفوا حوله ووقفوا معه وتمسكوا به بقوة.