والعمالقة هنا ليست تطبيلا لقصاصي هذه المرحلة بل هي حقيقة توافق جهدهم الشامل، للواحد منهم عطاؤه الثرّ في أكثر من ميدان، فهذا جمعان الكرت كان على السنام من العمل الصحافي ومع ذلك امتد عطاؤه للمسرح قليلا وللقصة كثيرا، وكذلك الحال مع علي السعلي صحافة وتأليفا مسرحيا وقصة وإن كان قد مارس التمثيل المسرحي بنجاح أيضا.
ومحمد زيّاد قد انشغل بتآليف كثيرة عن قبيلته ولسانها وبعض أعلامها، أما موسى بن سعيد فإنه يكتب الشعر الفصيح بامتياز وجودة عالية إلى جانب امتيازه في القصة القصيرة، وعبد القادر بن سفر كانت له اشتغالاته المسرحية عبر جمعية الثقافة والفنون بالباحة إضافة الى تأملاته الشعرية والنثرية.
وكذلك الحال مع الأستاذ ناصر العُمري الذي توزعت جهوده الدائبة بين الصحافة والمسرح والقصة والنقد الأدبي، وعلي بن سعد وإن لم ينشر مما كتب شيئا حتى الآن إلا إنه يقف بجدارة وسط هذه المجموعة وقد نهبت جهوده مهام أدبية أخرى في مقدمتها المسرح المدرسي والأنشطة الشبابية الأخرى، وعلى المسار نفسه برز الدكتور علي الرباعي قاصا مع ما أخذت منه الصحافة التي ضرب فيها بسهم وافر.
وهكذا كانت أبواب الشهرة مشرعة لهؤلاء جميعا، فالصحافة تكفي، والشعر يكفي، وسائر أشكال التأليف تكفي، ومع ذلك ظل هاجس القصة يتحرك في نفوسهم فكتبوا فيها وأصدروا المجموعات وفاء لموهبة أصلية تجذرّت وليس بحثا عن شهرة قد ظفروا بها من غير قصّ ولا سرد.
وماذا استفاد الوطن والمواطن من هذه المواهب المزعومة .?
انها ثقاغة الترف لا تنبت حضارة ويتقدم بها وطن ..
وهذا ديدن العرب حتى اصبحوا في مؤخرة الأمم..
وجهة نظر أغبطك عليها أخي ناصر.
تحية لك أستاذ محمد
أنت من علمنا السحر بفنونه وفكره حيث أنك جمعت من كل فن بطرف .
لروحك السعادة أيها المفضال
ولروحك يا صديقي.