منذ قيام الثورة في إيران والتي أطاحت بحكم الشاه، اعتدنا في كل عام وخلال موسم الحج أن نسمع ونقرأ عن دعوات يطلقها حكام إيران مضمونها “تدويل الحرمين الشريفين ومناطق المشاعر المقدسة”، لذلك ليس غريبا أن نسمع خلال الفترة الحالية بروز مثل هذه الدعوات، لكن الغريب أنها جاءت في موسم العمرة لا في موسم الحج، لتؤكد أن توافد المعتمرين، وتوفر الأمن والأمان لهم، شيء يقلقهم، خاصة بعد أن رسموا الخطط ووضعوا المسارات لجذب الأنظار نحوهم لكسب صوت يؤيدهم، فخاب ظنهم بعد أن وقف العالم بعلمائه وفقهائه مفندا أكاذيبهم فاضحا أعمالهم.
وحينما عجزت أقلامهم، وتحطمت أحلامهم، وانكشفت أكاذيبهم، بدأت خطواتهم بتسخير مرتزقة يدعمون أعمالهم، بأقوال تخالف الواقع وتكذب الحقيقة، فقد اعتدنا على قطر وإعلامها المأجور، تلفيق الأكاذيب والرقص على النغمات الإيرانية الداعية لــ “تدويل الحرمين”، معتقدين أن مثل هذه الخطوة ستعجز المملكة عن الرد بقوة الحجة، لكبح الجماح القطري.
ولست هنا بالمتحدث عن تدويل الحرمين الشريفين، فمن زار المملكة حاجا أو معتمرا، وحده من يستطيع أن يروي أحداث رحلته بين الصعوبة واليسر، لكني أتوقف أمام قراءة لقصيدة ((ضجيج الحجيج)) التي رفعها أمير الشعراء أحمد شوقي للسلطان عبد الحميد عام 1904، شاكيًا فيها اضطراب الأمن في ربوع الحجاز ، الذي أدى لتهديد الحجيج طالبًا إليه ألا يهن في تأديب الثائرين وأن لا تأخذه بهم رحمة، وقال شوقي في مطلعها:
ضج الحجيج وضج البيت والحرم
واستصرخت ربها في مكة الأمم
قد مسها في حماك الضر
فاقض لها خليفة الله، أنت السيد الحكم
فهل يريد حكام قطر، غياب الأمن لقاصدي البيت الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، من حجاج ومعتمرين وزوار ؟
أم أنهم يريدون خلق حالات من القلق والاضطراب بالحرمين الشريفين بهدف إبعاد المسلمين عن قبلتهم، وتحويل أنظار المسلمين صوب أول كنيسة كاثوليكية افتتحت في قطر عام 2008.
0