المقالات

حقيقة ما يحدث الآن فى مصر

من يتابع الأوضاع الداخلية والخارجية بمصر لفترة يمكنه أن يعرف بعض المعلومات التي تكون مفاتيح لما يجرى الآن لخطة الماسونية العالمية التي تستهدف تفتيت الشرق الأوسط إلى دويلات، وكان من المفروض إتمامها في ٢٠١٨ ولكن أخفقت في ذلك بخروج مصر من الشرك الذي نصب لها بتولي الإخوان يد الماسونية – أو كما تسمي كثيرًا الصهيونية – العالمية من حكم مصر وانقلاب الشعب عليهم، وكانت هذه ضربة موجعة لخططهم، ولكنهم لم يعتبروها هزيمة لهم، وقرروا أنهم سيمدوا تاريخ حسم هذه الخطة إلى ٢٠٢٠ فأعطوا أنفسهم عامين إضافيين لاستكمال الخطة، ولكن بعد أن تحركت مصر بقوة وذكاء في مشكلة القدس، وتمكنت من إقناع العالم بأكمله تقريبًا ضد ما فعلته أمريكا في هذا الموضوع، وجاء الرد منذ يومين في خطاب ترامب للأمة State of the Union حيث أعلن أنه الآن يعتبر مصر من الدول المعادية، لتفتضح أخيرًا أمريكا عن ما كان دائمًا هو الواقع، ولكن لم يفصح عنه
هذا يعني التركيز بكل قوة على إفشال الدولة الوطنية المصرية ولماذا نقول وطنية؟
لأن أهم عامل في تدميرها هو نشر الإحساس بعدم الانتماء للوطن والوطنية هي أقوي إحساس بمحبة الأرض والناس العايشين على هذه الأرض لدرجة التضحية بالنفس والحياة في سبيلها
وهذا تمامًا عكس خطة ومبادئ الماسونية / الصهيونية / الإخوانية العالمية حيث الوطن بالنسبة لهم “حفنة من التراب العفن”
هناك عدة أساليب تستخدم للتوصل إلى هذا الغرض وأحد أهمها هو “الدوي علي الودان” عندما تصبح وتتمسي في جو من الإحباط والتشكيك وسماع عبارات مكررة منذ أعوام قد يصل بك الحال إلى تصديقها أو حتي الشك في أن هناك قد يكون جزئية منها صحيحة. وهذا التكرار قد يكون بمشاركه غير واعية لما يريدون ترويجه.
بدأت هذه الجولة من الهجوم بتصريح من چون ماكين عن الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، وكان كلامه أنه لا يرى أن الانتخابات لديها أي فرصة أن تكون شفافة !
ومن هنا بدأ التشكيك في كل ما يمت بصلة للانتخابات، وتطورت إلى الشك في شخص السيسي فقذفت الصحف المأجورة في الخارج مثل الجارديان The Guardian إلى استخدام لفظ واحد في وصف السيسي بانه ديكتاتور، ومن هنا كانت الخطوة التالية أسهل في الكلام على القمع الممارس ضد “المعارضة السياسة” – غير الموجودة أصلاً في مصر – والتضييق على كل المرشحين أمام السيسي، ومن هنا بدأت الحمله الممنهجة من الخارج وانتشرت في الداخل بكل الطرق المتاحة لهم فنجد إعلان ترشح سامي عنان بأسلوب سينمائي متقن روعي فيه كل الأشكال السينمائية من إضاءة وألوان للبس غير محتو ما قرأه، وذكرني هذا المشهد وإخراجه بمشهد آخر تعجبت لارتفاع تقنيته، وكان المشهد السينمائي في الإخراج لذبح ال٢١ مصريا مسيحيا في ليبيا على يد داعش فنجد أن المشهدين لديهم نفس الإخراج العالي التقنية حيث استخدم السلاح الأبيض في قتل المصريين في ليبيا، واستخدم سلاح الكلمة في محاولة قتل المصريين بالأفكار المسمومة.
وتوالت الأحداث بوتيرة سريعة في إحباطك عن طريق الخطة التي تحاول إيهام الشعب المصري أن السيسي ديكتاتور يضيق الخناق على الشعب، وعلى أي نوع من المعارضة فنجد خالد علي الذي بدأ منذ أشهر في حملته الانتخابيه غير قادر علي الحصول علي مساندة ٢٠ عضوا من البرلمان أو جمع عدد التوكيلات المطلوب، وينسحب من التنافس، ولكن بعد خطاب طويل يَتّهِم كل تقصير حملته وعدم شعبيته علي التضيق على المعارضة من الديكتاتور السيسي، ثم تلي ذلك تمثيلية هشام جنينة وبلبلة الإعلام في توصيل الحقيقة للمواطن ومحاولة اختلاق مشهد علي الأرض بأنه مستهدف من النظام بتسليط بلطجية للنيل منه ويلّي ذلك في وتيرة متسارعة “النكات” التي انتشرت علي الواتس اب، والتي ظن البعض بأنها نكات دون إدراك المحاولة الخبيثة من ورائها للتأثير على العقل الباطن الجمعي في ترسيخ فكرة السيسي الديكتاتور الذي يبطش بالمعارضة.
ثم خرج بيان أبو الفتوح وآخرين باتهام صريح للسيسي بما بدأه مكين منذ ١٠ أيام ثم تلاه بيانات من “المعارضة” من كل الأحزاب الهشة وأصحابها المعروفين بميولهم وتوجهاتهم مثل: خالد داوود وحمدين صباحي، ونصل اليوم لهذا الوضع الذي ظهر فيه كل من يكرهون السيسي والجيش يصطفون معًا فيما أسموه معارضة لديكتاتوريته وقمعه للمعارضين السياسيين غير واعين لافتضاح أمرهم لدي كل مصري وطني متابع لأعمالهم عبر العدة سنوات الماضية.
لا توجد في مصر معارضة سياسية، بل يوجد أشخاص كارهين للنجاح الذي وصل إليه السيسي في إنقاذ هذا البلد أول مرة من الإخوان (٣ يولية) وثاني مرة من الإفلاس (سعر الصرف)، وثالث مرة من الجوع والعطش (زراعة وتخزين القمح واتفاق سد النهضة) وبدأ البلد يصل إلى بر الأمان وستبدأ الأمور في تحسن في هذا العام (حقل ظهر) وبما أن المؤسسة الوحيدة التي لم تكن ملوثة بالفساد – الجيش الوطني – هي الأداة التي استخدمها لرفعة هذا الوطن من كل مشاكله فلابد من التخلص من السيسي ومن الجيش، وكان إعلان ترشح عنان بمثابة خارطة الطريق لكل القوى الداخلية التي تود إنهاء تقدم واستقلالية مصر بضرب السيسي أيقونة هذا التقدم والاستقلالية، وضرب أداته في ذلك وهو الجيش الأدوات التي سيستخدمونها هي محاوله إعادة الفوضي مثل ما حدث في يناير ٢٠١١
وسوف يكون هناك محاولات للاغتيالات للسياسيين والرموز وكذلك لأعمال الإرهاب وأهم مطلب ينادون به جميع الموتورين هو مقاطعة الانتخابات.
لماذا ؟
لإعطاء ذريعة للعالم المتربص بمصر أن السيسي ليس لديه شرعية داخل بلده، ولابد من التدخل لإنقاذ الشعب المصري المسكين من براثن هذا الديكتاتور وإرساء الديمقراطية في مصر وقد رأينا عدة أمثلة من طرق إرساء الديمقراطية من وجهة نظرهم وما ألم بالبلاد التي عملوا على ذلك فيها.
ولكن هذه المرة ما يدبرونه يذهب إلى أكثر من ذلك فهناك كلام عن تشكيل حكومة مصرية موازية في المنفى وبرلمان مصري مواز أيضا في المنفى؛ وبذلك يشعرون العالم أن هناك معارضة سياسية مؤهلة ومستعدة لاستلام الدولة لحظة التخلص من الديكتاتور الكامن على أنفاسها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى