يختلف الناس في الحياة حول اراء كثيرة ، ولكنهم يتفقون على حقيقة “روحانية” المدينة المنورة ، فعندما يريدون ان يعبروا عن مشاعرهم تجاه المدينة يقولون بانها مليئة بالروحانية ، وان قلوبهم تشعر بتمام الراحة وقمة الطمأنينة عندما تغشاهم نسمات المدينة.
ولم اجد احد الا وقال لي : لقد سافرت الى عدة مدن ، ولكنني لم اجد راحة كتلتك التي وجدتها في المدينة ، ويتابع قائلا : بمجرد ان اصل الى ضواحي المدينة اشعر براحة تتغلغل بروية في وجداني فتشعرني بالسلام ، وتنعش قلبي بالاطمئنان .
وكل سكان المدينة يؤكدون على حقيقة تلك ” الروحانية ” التي تشعّ بها المدينة ، والتي يجمعون على انهم يفقدونها عندما يسافرون خارج المدينة .
والمتأمل في هذه ” الروحانية ” التي تشتهر بها المدينة لوجد ان لها اسبابها التي منها ان تُرابها تحتوي قبر اشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم .
وعلى ارضها يوجد ثاني الحرمين الشريفين مسجد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يعيش فيه ، ومضى جل حياته وهو يسكُن بين جنباته .
وبين جنباتها عاش الناس في خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) (رواه مسلم) حيث عاش فيها الخلفاء الراشدين ، والصحابة الكرام ، والتابعين لهم بإحسان ، فكل مكان في المدينة إما أن يحتوي على اثر نبوي ، أو يُشير الى قصة صحابي ، أو يُذكّر بحدث صار لتابعي .
وهذا مشاهد وملموس ، فلو مشى الانسان في المدينة لوجد بان السيرة النبوية التي كان يستمتع بقراءتها قد اضحت واقعا مشاهدا امامه.
فكل الاماكن التاريخية لا تزال باقية تُحدث كل من ينظر اليها بكل فخر عن امجاد اسلامية سالفة ، حولت ارض المدينة المنورة الى خريطة حية لسيرة خير البشر وصحبه الكرام ، يشعر ” بروحانيتها ” كل من يزور المدينة حاجا كان او معتمرا ليعود الى بلاده فخورا بدينه ، ومتعطرا بثياب معبقة “بروحانية” المدينة ، وعطرها الذي لا ينتهي شذاه مدى الحياة .
0