عندما يقدم الرجل على الزواج من خارج الوطن متمتعًا بكامل حقوقه التي كفلها له الشرع والقانون قد لا تجد من يلومه على خياره، عندما يقرر إنهاء ذلك الزواج تحت أي ظرف أو أية ملابسات، فإن المنطق يقول إن هذا قراره وقد يقول قائل هو أدرى بما فيه المصلحة له ولأسرته، لكن أليس من العدل والإنصاف أن يتحمل ذلك الرجل واجباته التي يُلزمه بها الشرع والقانون أيضًا؟ أليس الأبناء مسؤولية الآباء ولا يمكن إسقاط هذه المسؤولية تحت أي عُذر؟ هل يحق للآباء التخلي عن مسؤولياتهم حيال أبنائهم عندما تنتهي الحياة الزوجية؟ أليس من حق الأبناء النفقة والرعاية والتربية؟ لقد صادفت حالة تُدمي القلب وتُدمع العين لشاب سعودي في مقتبل العمر بإحدى الدول العربية الشقيقة يعيش مغتربًا في بلد أمه التي انفصل والده عنها منذ نعومة أظفاره، فقد تخلى عنه والده بشكل كامل؛ فلا يعتني به و لا ينفق عليه نهائيًا، يعيش هذا الفتى – الذي ترى في عينيه الحيرة والألم والانكسار – على الإعانة التي تقدمها له السفارة السعودية مشكورة في صورة مبلغ شهري مقطوع، وهو عمل كريم تقوم به السفارة لكن في حقيقة الأمر أن هذا المبلغ – أمام غلاء المعيشة وغياب السند والمعين – لا يكفي لسد رمق ذلك الفتي وحفظ كرامته، فهو يعيش على الكفاف ويعاني من شظف العيش، إن ما يحزن النفس ويدمي القلب أن ذلك الفتى هو أحد أبناء هذا الوطن السخي الذي يغدق بعطائه على القاصي والداني، ابن هذا الوطن الذي يهُبُ لنجدة الملهوف في شتى أصقاع الأرض بحب وعطاء وسخاء، فليس من المعقول أو المقبول أن يحيا أحد أبنائه مغتربًا تحت خط الفقر أو يتجرع مرارة الحرمان والحاجة والعوز. رسالة إلى المسؤولين في سفاراتنا في الخارج؛ هب أن هذا الفتى لا يعرف حقه في النفقة والرعاية، بل قل إنه يعرف حقوقه ولكن لا يعرف كيف يصل إليها، أليس من أبجديات المسؤولية إعانته على الوصول إلى حقوقه التي حال بينها وبينه ظلم والده واستهتاره بتخليه عن واجباته ومسؤولياته؟ أليس من الرحمة أن نتجاوز حدود المسؤولية الضيقة إلى آفاق الإنسانية الرحبة؟ لنقف خلف مثل هذه الحالات وننتصر لها بقوة الحق والعدل والنظام، مستشعرين عظمة المسؤولية متلمسين رضا الله، فإن من يغض الطرف عن مثل هذه الحالات بدعوى عدم الاختصاص إنما يُجرم في حق الوطن الذي استأمنه ووثق به، ويهضم حق المواطنين الذين هم أمانة في عنق كل مسؤول يتقلد منصبًا ويعتلي مقعدًا ولا يضع الأمانة نصب عينيه، بل إن الأسوأ من هذه وتلك – أن هذا المسؤول من حيث لا يدري – يُكّون أعداءً ينقمون على الوطن الذي لم يبخل عليهم ويسعى لما فيه الخير لهم. أيها المسؤولون في كل مكان انصروا هؤلاء الضعفاء، أعينوهم على أخذ حقوقهم من ذويهم الذين تنكروا لهم مستغلين ضعفهم وصغر سنهم وقلة حيلتهم، وارحموا القلوب المنكسرة وارفقوا بالعيون الوجلة.
6
حسبنا الله و نعم الوكيل .
ربي يكون في عونه و عون كل ضحية لمثل هذه السلوكيات .
أشكرك دكتورة على اثارة مثل هذه القضايا التي ذهب ضحيتها الابناء دون ذنب اقترفوه ، وما هذه الحالة سوى واحدة من مئات الاف من الحالات التي تدمي لها الأعين .
ولعل البعض يتذكر هنا قصة ذلك الشاب الذي أحرق نفسه بمحطة بنزين بعد أن تنكر له اخوته ونبذوه لأن أمه غير سعودية ، وعاش معها خارج المملكة .
والمشكلة يا دكتورة أن البعض من الآباء يكون هدفه الزواج فقط دون التفكير في النتائج المستقبلية ،
وليس لنا أن نقول سوى أعان الله هؤلاء الابناء ورزقهم الصبر
عبارات جميلة وقيمة تحقق أهداف نبيلة لأشخاص لاينتبه لوضعهم المجتمع بينما لهم الأحقية أن يعيشوا مثل حياة أندادهم .
لله درك دكتورتنا الفاضلة والمخلصة لمجتمعك المعطاء ، فأنت دآئما ذات قلم يتلمس كل مايرقى بأمتنا ويجمع قلوبنا .
بارك الله فيك ونفع بك ورزقك سعادة الدارين.
الشكر لسعادتكم استاذ احمد انتم قدوتنا و نسير على خطاكم، في حُب الوطن و الرغبة في العمل على احقاق الحق و ايصال الاصوات الضعيفة الخافتة الى اصحاب القرار الذين لم يؤلوا جهداً في ايصال الحقوق الى اصحابها، وفقنا الله و اياكم لكل خير..
شكراً استاذة سميرةسعادتكم انموذجاً للعطاء و حُب الخير للجميع و التفاني في العمل، دمتي درة متألقة على جبين التربية و التعليم، نفع الله بك و زادك من فضله.
نعم استاذنا الكريم ابو حسين نحتاج بحق الى دعوات صادقة من قلوب صافية لهذه الحالات المغلوبة على امرها، و نحتاج ايضاً الى حراك مجتمعي و اعلامي لنبذ اي تجاوزات تحرم اصحاب الحقوق من حقوقهم.