في خبر نشرته ” صحيفة مكة الإليكترونية “تحت عنوان” في خطوة تقدير من الوزير للإعلاميين: وزارة الإعلام تستقطب «الحسيكي» للعمل في مركز التواصل الحكومي“، وتضمن الخبر الذي جاء على خلفية ما نشر عن لجوء الزميل الأستاذ صالح الحسيكي للعمل في بيع الذرة والشاي، بعد أن لفظته الصحافة وتنكرت لسنواته، “إعلان الحساب الرسمي لمركز التواصل الحكومي للعمل الإعلامي المشترك، عن استقطاب الصحفي السابق صالح الحسيكي للعمل في المركز”،
ولست بمتحدث عن تجاوب معالي وزير الثقافة والإعلام وخطواته، ولا مشيدًا بها وبمواقف معاليه مع الاعلاميين، فهو غني عن الإشادة والمديح، ويكفي الإعلاميون الدعم والمؤازرة التي يجدونها من معاليه، ومواقفه الإنسانية التي تغنيهم عن كل قول.
لكني أسأل عن هيئة الصحفيين السعوديين، التي تم تغيير مسماها مؤخرا إلى “اتحاد الصحفيين السعوديين”، وفقا لما أعلنه نائب رئيس الهيئة ـ عفوا ـ نائب رئيس الاتحاد الدكتور فهد عقران عبر برنامج “معالي المواطن”، هل لازالت موجودة، بين الهيئات والمؤسسات والجمعيات والاتحادات التي تقف مع أعضائها ؟
أم غابت كما غاب دورها الحقيقي ؟
وإن كنت أرى أنها موجودة وبمبنى جميل وأنيق في العاصمة الرياض، لم أتشرف بعد بزيارته، لكني أسأل ماذا قدمت للصحفيين السعوديين الذين تم إنهاء خدماتهم بقرارات ظالمة ؟
وأين دورها في إيقاف مثل هذه القرارات، التي طالت وتطال كل يوم الصحفيين السعوديين المتفرغين، تارة بحجة تقليص المصاريف وتارة أخرى بحجة التصفية، فيما تؤكد الحقيقة أنها قرارات بنية على مزاجية رئيس التحرير الذي هو عضو بمجلس إدارة الهيئة، وهيئتنا ـ عفوا ـ اتحادنا في سبات عميق.
وإن كان دور الهيئة منحصرا في جمع الرسوم وإصدار البطاقات، دون أي دعم أو مؤازرة للصحفي، فعليها ـ أي الهيئة أو الاتحاد ـ أن تعلن ذلك وتوضح أن وجود رؤساء التحرير في مجلس إدارتها يحول دون إصدار أي قرار إدانة بحق رئيس تحرير، أو إعادة أي صحفي لعمله، وأنها مجرد مركز لجباية الرسوم، دون تقديم أي خدمات للأعضاء.
لقد عانى الصحفيون السعوديون من تسلط رؤساء التحرير، وقد سجل التاريخ العديد من الصحفيين السعوديين الذين أمضوا سنوات طوال داخل أروقة صحفهم، وجاء رئيس تحرير بالواسطة لا يعرف الفرق بين الخبر والمقال، منهيا حياتهم الصحفية بقرار فصل تعسفي، فلا يجدوا وظائف حكومية أو أهلية تتناسب وخبراتهم الصحفية، ولا يمتلكون خبرات تجارية، فتضيع حياتهم بسبب رئيس تحرير، انصبّ هدفه على تعيين أقاربه وأصدقائه، حتى غدت بعض الصحف مُلكاً لرئيس التحرير وأسرته، وهذا أمر ثابت نراه ببعض صحفنا المحلية منذ سنوات ولازالت آثاره واضحة.
إن ما نحتاجه من أعضاء مجلس هيئة الصحفيين السعوديين، أو اتحاد الصحفيين السعوديين، امتلاك الشجاعة في مواجهة جبروت رؤساء التحرير، وتقديم الحماية للصحفيين، وإن عجز السادة رئيس وأعضاء مجلس الإدارة عن تحقيق هذا، فالأفضل لهم مغادرة مواقعهم، لا أن يكون وجودهم هو نيل عضوية مجلس الإدارة، دون النظر للأضرار التي تلحق بالصحفيين السعوديين.
لكن كما يقول الكثيرون فإن الأفضل هو إبعاد رؤساء التحرير عن مجلس الإدارة، ويتم اختيار الصحفيين لتولي مسؤولية رئاسة وعضوية مجلس الإدارة، فقد يكونوا الأقدر على معالجة قضايا الصحفيين وإيجاد الحلول لها، خاصة بعد أن سجلت العديد من الحالات المأساوية عن الصحفيين السعوديين.