بدعوة كريمة من الحرس الوطني لحضور مهرجان التراث والثقافة ( 32 ) بالجنادرية حضرت للرياض العاصمة وكانت رحلة ممتعة إذ وجدنا الحفاوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة من باب الطائرة في مطار الملك خالد بالرياض وحتى فندق الأنتر كونتننتل مقر ضيوف المهرجان من الداخل والخارج وكان في استقبالنا عدد من رجال اللجان العاملة التنفيذية من موظفي الحرس الوطني يتقدمهم عدد من الضباط في بهو الفندق حتى استقرينا بمكان سكننا بكل يسر وسهولة وفي ثنايا هذا تسمع من رجال الحرس الوطني عبارات الترحيب وتقديم كل ما بوسعهم لخدمة الضيوف دون كلل ولا ملل .
كان تنظيمهم رائعا دقيقا بكل ما تعنيه الكلمة نقلونا للجنادرية حيث شهدنا مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وعدد من الأمراء والمعالي الوزراء والمهتمين سباق الهجن السنوي على هامش المهرجان وأصله الأول الذي تم تطويره ليشمل التراث والثقافة منذ عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد يرحمه الله ثم انتقلنا بصحبته يحفظه الله حتى وصل للنسخة الثانية والثلاثين التي مرت بعدة تطويرات وتطورات سواء في بناء القرى التي تمثل مناطق المملكة على مساحة 6كم2 تقريبا تحولت من صحراء قاحلة إلى قرى وارفة الظلال تراثا وثقافة جسدت التنوع في الإرث الثقافي الذي تزخر به بلادنا ولله الحمد وأصبحت في متناول النظر والسمع على أرض الجنادرية كل عام بدقة متناهية يقودها الحرس الوطني بالتنسيق مع إمارات المناطق ومحافظات المملكة في بيئاتها المختلفة .
أعود فأكمل بأننا انتقلنا إلى مأدبة العشاء التي أقيمت للضيوف ثم انتقلنا لموقع حفل الجنادرية بالحفاوة ومظلة الأمن والتنظيم تحفنا جميعا جنبا إلى جنب مع ملكنا سلمان وشاهدنا معه الحفل الكبير الذي أشتمل على كلمة سمو وزير الحرس الوطني الأمير خالد بن عياف تلاه الأوبريت التمثيلي الحسي والغنائي بمشاركة عدد من الفنانين ورموز من بعض المناطق وبراعم البنات التي أضفين للمكان جو البهجة وجمال المشاركة في تدريب كان هو الأتقن نسبة لأعمارهن الغضة وفي الحفل تم تكريم عدد من الرموز الوطنية التي أسهمت في مجالات عملها خدمة لهذا الوطن وسكانه وقبل هذا مليكه ودينه وكان من أبرزهم سمو الأمير الراحل سعود الفيصل يرحمه الله الذي كلنا ندين له بميرته السياسية العطرة في الداخل والخارج .
وجاء دور اللقاء الكبير يوم الحادي عشر من الشهر إذنظمت اللجنة زيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالديوان الملكي والذي تشرفنا جميعا بالسلام عليه وتناول مأدبة الغداء معه التي أقامها لضيوف المهرجان بعد حفل خطابي اشتمل على كلمة المكرمين هذا العام ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بعد ذلك كلمة الضيوف ألقاها رئيس مجلس علماء باكستان ، وبعد ذلك قصيدتين إحداهما نبطية والثانية فصيحة حيث أجادا في الإلقاء وفي الشعر حتى بدت ملامح الرضا على محيا الملك سلمان لهما وإلى جانبه جميع الحاضرين الذين سرهم ما سمعوا وودعناه بمثل ما استقبلنا يحفظه الله من حفاوة ومحبة .
وهنا لابد من التعريج على بعض محطات هذا الكرنفال السنوي والمهرجان العالمي بكل ما تعنيه الكلمة بدء وانتهاء إذ نظم الحرس الوطني على هامش الحفل الكبير زيارات للوفود لأرض الجنادرية لزيارة ما أمكن لمقرات المناطق التي حفلت بنشاطات متنوعة تعكس جميع الفلكلورات الشعبية والمبيعات التي تشتهر بها كل منطقة والحرف اليدوية والألعاب الشعبية والأكلات الشعبية وكان هناك تمزج بين أبناء الوطن وتلاقي ثقافي قل أن تجد مثيله في أي مكان بل وكان الكل يتنقل من منطقة لأخرى في ساعات ليرى مالا يستطيع رؤيته في تلك المناطق في عشرات السنين لو قدر له زيارتها كما ولم يقتصر البرنامج على هذا بل صاحبه برنامج ثقافي منوع شعرا ونثرا ودراسات ومحاضرات وندوات بمشاركة الأندية الأدبية المختارة والجامعات في مقراتها تحت مظلة المهرجان بمشاركة كبار المسؤلين وزراء ووكلاء ومدراء عموم وثقفين وسياسيين وشعراء من مختلف المناطق وبعض الدول العربية كانت موزعة فعالياتها بين مقر الضيوف بالفندق وبين الجهات ذات العلاقة والتي حضرها الآلاف بدعوة مفتوحة حظيت بمداخلات أثرت النقاش بكل جديد ومفيد .
ختاما لا يسعني هنا إلا أن أشكر الحرس الوطني وزيرا ورجاله الأوفياء كما أشكر جميع اللجان المنظمة ووسائل الإعلام التي واكبت بالصوت والصورة والكلمة هذا الحدث التاريخي كما ندعو الله أن يحمي بلادنا من كل حاسد وحاقد ويعز دولتنا بقيادة ملك الحزم والعزم والإنسانية وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وأن يحقق على أيديهما ما فيه عزة وطمأنينة لهذا الوطن المعطاء سكانا ومكانا .
نقطة نظام :
أتمنى ويتمنى الكثير من المثقفين والإعلاميين وكل من عرف هذا المهرجان الوطني أن يبقة تحت مظلة الحرس الوطني استعدادا وتنفيذا لما حققوا من نجاحات لأكثر من ثلاثين عاما وأصبح ماركة مسجلة باسمه لقدرة رجاله على تنظيمه بكل دقة ونجاح .
0