منذ أن سطع نور الحق في شعاب مكة حتى يومنا هذا والدين في عداء مستميت ، فالرسول صلى الله عليه وسلّم عانا كثيرًا من الأعداء الظاهرين والباطنين ، وهو مازال حيّا ويتنزل عليه الوحي ، وبرغم ذلك ظل الدين قائمًا ، فهذب أخلاق البشر ، ورتّب لهم منهاج حياة كريمة ، وطوال مشوارنا في الحياة نسمع بالعداء من غير المسلمين ، وهذا أمر طبيعي ، فتلك سنّة الخلائق في الاختلاف ، كما تعودنا على سماع بعض الأصوات النكرات والنشاز من هنا وهناك ، ولكن من خارج وطن التوحيد ، التي تدعو للتحلل من الدين ، والطعن في القرآن ، ورتابة العبادة ، إلى غير ذلك من الأمور التي ما إن تسمعها حتى يتبادر إلى نفسك الإشفاق على قائلها ؛لأنه إمّا غائب عن الوعي بفعل الإسراف في المتع ، أو مغيّب فكريًا نتيجة الانحلال ودعوات الباطل .
واليوم للأسف بات المهرّج والإمعة والمنحل يتكلم في أمور الدين ، حلالها وحرامها ، برغم التوجيه الحكومي بقصر الفتوى على كبار العلماء ، ولم يمضِ على فتوى أحدهم بجواز زيارة النساء للقبور- التي ضجت بها المواقع حتى أننا أمسينا في كتل من التيه لتعدد الآراء وكثرة المتنبرين – حتى خرج علينا إبرهة جديد يريد هدم المساجد وطمس الآذان ، هيهات يا هذا هيهات ، فأنت تتكلم عن تجذّر عميق للدين في هذا البلد ، نساؤه قبل رجاله ، وصغيره قبل كبيره ، هو رأس مالنا وقنطرتنا إلى الفوز برضوان الله ، فنحن وجدنا على الأرض لا للهو ، ولا للنزوات ، ولا للسماح بالإلحاد في بلد التوحيد ، بغيتنا عبادة الله على الوجه الذي شرع ، ونحن بدورنا ننكر تهافت القنوات المعادية لاستضافة الناعقين ، الذين إن تمادوا سنسمع منهم العجب العجاب، ولربما ألغوا أصلًا من أصول الدين ، ثم يزحف جيشهم الإلكتروني بملايين المعرفات المساندة ، ويضفون على ذلك مسحة شرعية بأن يستشهدوا بمفتي القنوات الراقصة ، أو أحد المتمشيخين ليعضد آراءهم بفتاوى مقززة ، فلا عجب أن نسمع في تالي الأيام أن صلاة العصر أو الفجر ليست من الدين ، وأن البخاري ومسلم اخترعاها من تلقاء نفسيهما ، وأن ابن تيمية زرعها عنوة في مناهج الدراسة .
3
سلمت أناملك يادكتور
يعجبني فيك روح التفاؤل
جزاك الله خيراً يا دكتور.
طوبى لمن أمسك لسانه في هذا الزمن إلا من خير.
جميل أنت د نايف سلمت ويمينك