ماذا بعد إغلاق المساجد؟

يبدو أن التخبط في الآراء والسعي لجذب الانتباه أصبح سمة البعض ليقال إنهم أصحاب رأي وفكر، وهم في حقيقة أمرهم مجرد دمى يحركها الآخرون لتحقيق مبتغاهم في إثارة الفتنة بين أفراد المجتمع الواحد.
وقبل أيام برز عبر قناة أم بي سي التلفزيونية الأستاذ محمد السحيمي الذي عرفناه كاتبا بجريدة الرياض بقول لا ينطقه عاقل ولا يطرحه جاهل.
فقد طالب بإلغاء الأذان نظرا لما يسببه من قلق على السكان وإزعاج على الأطفال.
وبين رأيه وطرحه، جاءت أجمعت الآراء وتوحدت الأفكار حول رفض طرحه واعتباره خروجا عن المألوف الديني وليس الاجتماعي.
فإن ألغي الأذان بسبب الإزعاج فكيف ينادى للصلاة ؟
هل نستعين بألحان موسيقية توزع نوتتها على الصلوات الخمس ؟
أم نحضر للأطفال ألعابا ورسوم متحركة لنوضح لهم أنه أذان ؟
المؤسف ليس فيما طرحه السحيمي بل في الجهة التي يعمل بها، فكيف مكنته وزارة التعليم من العمل لإعداد جيل المستقبل ؟
وكيف تسمح لمثل هذه الأفكار بالعبث بأبنائنا ؟
أليس من واجب الوزارة أن تنتقي المعلمين الذين يعملون على إعداد الأجيال ؟
وقبل هذا وذاك أسأل ماذا بعد السحيمي، هل سيأتي من يقول ألغوا الصيام لأنه يضعف الجسد ؟
ويأتي آخر ويطالب بإلغاء الحج لمشقته على الحجاج ؟
إن ما نحتاج إليه اليوم ليس معاقبة السحيمي وغيرهم، لكنا نحتاج إلى إعادة تأهيل المعلمين تربويا وفكريا قبل تأهيلهم عمليا، فكم من معلم ينظر لرسالته كوظيفة يحصل منها على راتب شهري، وهو بكل أسف يجهل أبسط أمور الدين.
وأمل ورجاء أولياء الأمور أن تسعى وزارة التعليم لإعداد برامج قياس للمعلمين والمعلمات للتعرف على مستوياتهم الثقافية وأفكارهم وما تحمله من رؤى.