أقالت اليوم إدارة نادي الهلال المدرب الأرجنتيني (رامون دياز)؛ لتضع بذلك حدًا للقناعات التدريبية الغريبة التي ينتهجها هذا المدرب خصوصًا من نهائي بطولة آسيا حتى الآن.
فهذا المدرب الذي لعب تحت إشرافه الهلال (65 مباراة) حقق فيها الفريق أرقامًا قوية، حيث فاز الفريق معه في 52 مباراة، وتعادل في ست مباريات، وانهزم في ست مباريات أخرى فقط.
ومن يرى هذه الأرقام قد يستغرب للوهلة الأولى كيف تتم إقالة مدرب جاء بالدوري للهلال بعد انتظار خمس مواسم، وجمع مع الدوري بطولة كأس الملك، ووصل بالفريق إلى نهائي آسيا، ويتصدر معه الآن الهلال الدوري.. فكيف تتم إقالته؟
وأنا أرى أن كل هذه الأرقام جيدة، إذّ كان بالإمكان أفضل مما كان، فالإدارة الهلالية لم تُقصر إذ جلبت له أفضل اللاعبين، ووفرت له البيئة المناسبة التي تجعله يأتي بالبطولة الآسيوية التي يتطلع الهلال لتكرار إنجازاته فيها.
فكان رامون (دياز) متخبطًا في النهائي الآسيوي وكانت لديه قناعات غريبة في التشكيلة، ولو كنت أتفق أن الحظ أيضًا لم يخدم عمر خربين خصوصًا في مباراة الذهاب التي بعدها بدأ (دياز) في التقهقر للوراء.
فعاد الهلال إلى الدوري المحلي ليفوز في مباراتين فاستبشرت الجماهير خيرًا، ثم بعد ذلك بدأ الفريق في التدهور! حيث تعادل ثم فاز ثم خسر 6 نقاط من ثلاث تعادلات أخرى ليخسر بذلك فرصة ضمان الدوري مبكرًا وبفارق مريح!، والسبب قناعات المدرب الغريبة!، والتي بسببها خرج الهلال على يد القادسية من بطولة كأس الملك.
(فرامون دياز) الذي يملك فريقًا مدججًا بالنجوم، فريق يحتوي على فريقين من قوة الأسماء التي يمتلكها ومع ذلك لا يحقق المطلوب! بل إنه كان سيتجه بالهلال نحو الخروج المُبّكر من الآسيوية.
وربما كثرة النجوم كانت سببًا في أن (دياز) يقوم بعملية التدوير بين اللاعبين، فأصبح الهلال يلعب في كل مباراة بتشكيلة تختلف في بعض الأسماء عن المباراة السابقة، وهذا ما أفقد الفريق الانسجام.
ولو كان الهلال حصد جميع النقاط الممكنة أو ثلثيها لكان الآن ضامنًا للدوري ليتفرغ بذلك للبطولة الآسيوية التي تخبط فيها (دياز) تخبطًا غريبًا، فمن مباراتين لا يملك الهلال الآن سوى نقطة واحدة في بطولة تُشكّل أهم أولوياته في كل عام.
وهنالك تساؤلات يجب أن تطرح خصوصًا أن الفريق الموسم الماضي تألق جدًا تحت قيادة (دياز)، ولكن هذا الموسم الفريق يوم فوق ويوم تحت !!، فهل كان (دياز) يعبث بالفريق لكي تضطر الإدارة لإقالته دون أن يضطر هو لدفع الشرط الجزائي؟ وهذا ما أكده معالي المستشار تركي آل الشيخ حينما غرد في “تويتر” قائلًا : ( بدأت أشك أن “دياز” يريد الاستمرار) حقًا.. لقد أصبح شعار (دياز) (إذا جيت رايح كتر الفضايح ) !!.
وقبل رحيل (دياز) كنت أتمنى أن أطرح عليه عدة أسئلة: (لماذا يجامل ياسر القحطاني البعيد عن مستواه؟ لماذا أجبرنا على ماتياس لشهور طويلة رغم أن هنالك بدلاء أفضل بكثير منه؟ لماذا لا يحل العقم الهجومي الواضح؟ لماذا أكثر هجماته على الأطراف ويندر فيها الدخول من العمق؟ لماذا نرى في المباريات أكثر التوجيهات من ابنه وليست منه؟ لماذا هدم كلما ما بناه العام الماضي؟).
وهذا المدرب لو استمر لعبث بتاريخ الهلال، وهذا شيء لن يسمح بحصوله أي شخص ينتمي للهلال.. وأتمنى أن تحاسب إدارة الهلال المدرب القادم، ولا تسمح له بمواصلة الأخطاء لكي يستمر في الفريق في تألق مستمر، يجعل البسمة دائمًا على مُحيا الجماهير الهلالية التي لا تعترف إلا بالمنصات، وفالك يا هلال المجد دائمًا.
ومضة:
الإدارة والمدرب واللاعبين هم أسس كل فريق، فإذا كان أحدهم مقصرًا اختل نسق الفريق، والجمهور هو الذي يدفع الثمن دائمًا!.
0