وللحديث بقية ،،
من خلال متابعتي لساحة مجتمعنا اليومية والعديد من الأشخاص ممن يشغلون مناصب، بعض مشايخ العلم وكتاب صحف، أجد العديد من التناقضات التي نمر بها من خلال هذه المرحلة الجديدة. بداية من حقوق وواجبات المرأة وقيادة السيارة وزيارتها للقبور، إبعاد الحواجز الفاصلة بين الرجال والنساء في المعارض والندوات، العباءة ليس لها أصل، التشكيك في أحكام الشريعة الإسلامية، ونهاية .. ولا أعتقد أنها النهاية بأن الأذان مزعج وإغلاق المساجد!! يا الله وش صاير يا جماعة الخير؟!
والحقيقة أننا لا نستطيع التنبؤ عن القادم من خلال هذه التناقضات التي أصبحت علنية وصريحة من خلال مثل شعبي شهير : “على عينك يا تاجر”. ولا كان الواجب أن نتساءل عدة تساؤولات نطرحها على أنفسنا وهي: إلى أين النهاية؟! من هؤلاء الأشخاص الذين استلموا عقول المجتمع لسنوات طويلة وممارستهم التحريم ومن ثم يناقضون ممارستهم اليوم بأقوالهم بالتحليل؟! ولماذا أصبح الكل يفتي بالدين والشرع ويحلل ويحَكم حسبما تناسب مع مقتضياته الشخصية.
لحظة ياسادة، أليسوا هم نفس الأشخاص الذين كانوا يمارسون الوصاية بالأمس والتحريم وسرد الأدلة وهاهم اليوم يحللون ويبيحون مرة أخرى؟! لماذا هذا التوقيت إذا؟! لماذا كانوا صامتين مسبقا؟! والسؤال الأهم: من كانوا يحرمون بالأمس وحللوا اليوم من هم؟! حسنا، هم من انتقصوا من أنفسهم بتناقضاتهم وجعلوا الكثير يشكك في دينه وشرعه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟! هم السبب في خروج بعض أفراد المجتمع بالمطالبة بإغلاق الميكرفونات وإغلاق المساجد والتشكيك بالأحكام.
ذهبنا إلى المدارس ودرسنا وتعلمنا تحت مظلة وزارة التربية والتعليم سابقا، ولكن الحقيقة هنا، أن كل ما درسناه ليس واقعيا ولا يطبق، بل أصبحت أسأل نفسي لماذا تعلمت هذا وما تعلمته الآن لا يمارس ومناقض للحال. “طيب .. أنا وش ذنبي !! “.
في مجتمع قابل للانفتاح على حد التعبير ومقبل على طفرة تطويرية كبيرة واختلافات نوعية، نواجه حواجز وصدمات كل يوم وتقلبات واختلاف آراء كل أسبوع ومواكبة للموجة الجديدة ممن كانوا ضد بالأمس كل شهر. من المسؤول عن زرع الاختلافات والتناقضات في الجيل السابق والحالي ونشأة مجتمع يتخلله عدة تناقضات جوهرية أهمها المرأة وحقوقها وواجباتها مع العلم أن الإسلام تكفل بحقوقها كاملة بينما العادات والتقاليد حرمتها ذلك. (العادات والتقاليد موضوع آخر) …!!
الطريف في الموضوع أننا ننام على موضوع لم ينته الحديث عنه بعد، ونستيقظ على موضوع أكبر. نلاحظ أن مجتمعنا الوحيد الذي يتخلله موضوعات ومشاكل كثيرة ومعقدة جدا داخل هذا المجتمع وهذه تؤثر سلبا على تقدم المجتمع وانسجامه وتناغم أبعاده. عندما نذهب إلى دولة الإمارات كأقرب دولة متطورة في الخليج نرى الرفاهية والانسجام التام والهدوء بين أفراد المجتمع والأهداف التعليم وتطوير الاقتصاد والسياحة، وهذا جل اهتمامهم وعندما نذهب إلى الأبعد وأعني القارة الأمريكية نرى الاهتمام أيضا بالتعليم والصحة والصناعة وتوفير الوظائف، وتحسين السياحة ورفع الاقتصاد وهذا جل اهتمامهم كذلك، أما بالنسبة للانسجام والتناغم في القارة الأمريكية فهم في مراحل عليا مع (اختلاف الجنسيات). بكل الأحوال كلتا الدولتين لا أقرأ لهم (هشتاقات، مشاكل، نشر غسيل وتناقضات علنية وصريحة)، فالفرد يبحث عن رفاهيته دون التدخل في شؤون الآخرين ومشاكلهم. وسلامتكم ،،،