عندما تُشاهد هذا القائد تتساءل ما الذي فعله هذا الإنسان حتى أصبح عظيمًا هكذا، عندما أطلق سموه مبادرة كيف نكون قدوة ، تجاوبت معها العديد من الجهات والمؤسسات الخاصة والعامة ، كونها مبادرة عظيمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ لأنها كانت تهتم بالإنسان وما يجب أن يكون عليه من أجل أن يكون عنصرًا حيويًا في مجتمعه.
في البُعد الآخر من المبادرة جعلني أنظر لشخص من أطلق المبادرة ، وكيف حاله، أم أنها مجرد تنظير لا أكثر، وكما يقول الشارع لدينا عندما تقدم له نصيحة “انصح نفسك أولًا”.
الجميع منا قد تعرف على سمو الأمير خالد الفيصل من خلال الشعر والأدب، وقد كان شاعرًا عظيمًا لا يشق له غبار وأديبًا وبلاغيًا رائعًا ممتعًا، عشنا أجمل أيامنا على صدى أشعاره وروائع كتاباته، كان الملهم والشاعر الذي تحتاجه في تفاصيل حياتك، إن كنت على موعد مع العشق لا بأس أن تردد بعض أبياته، وإن كان الحزن فلديك ما تسلي به نفسك … تعلقنا به … وحفظنا كتاباته وأحببناه كثيرًا، أسر حبه في قلوب الناس، وكان قدوة لكل الشعراء من بعده.
منطقة “عسير” منبع الجمال والتراث، “أبها” السحاب والأجواء والخيال، كان سموه أميرًا لها لسنوات، متميزًا في كافة الجوانب، غادر الأمير منطقة “عسير” بعد كتابة قصة رائعة من تاريخها وتاريخه، كان خلالها الأمير قدوة لكل الأمراء من بعده.
من “عسير” جاء الأمر بتوليه قيادة إمارة أطهر البقاع، ومن ثم توجه للخدمة في ميدان آخر، عندما وصل ذلك الأمر بالأمير المثقف لقيادة وزارة التربية والتعليم التي كان وزيرًا لها، كان أحد الشخصيات التي ساهمت وأحدثت نقلة في وزارة التعليم، أعاد صياغة الهيكلة لتُواكب الوزارة تفكير العصر حينها حققنا نجاحات كبيرة على مستوى الطالب والمعلم بكل تأكيد تركها الأمير، وهو قدوة لكل الوزراء من بعده.
فقد كان يمارس ذلك الإنسان المتواضع مهامه أميرًا لمنطقة مكة المكرمة، ولعلي أتساءل وأطرح بعض الأسئلة كوني أحد سكان محافظة القنفذة “غادة الجنوب” إحدى محافظات منطقة مكة، كيف كانت محافظة القنفذة قبل سمو الأمير خالد الفيصل؟ وكيف أصبحت بعده؟ لعلي لا أبالغ إن قلت بأن الفرق من الأرض إلى السماء، هو من أعد لها صيغًا بفكره الجميل، يكفي أنه أسماها اسمًا جميلًا يُردد إلى اليوم، عندما قال عنها إنها غادة الجنوب، المار حديثًا بالقنفذة يشاهد جمال النهضة العمرانية من فنادق على أحلى رقي ومنتجعات، ومراكز تسوق، ومطاعم عالمية، ومعارض، ودوائر حكومية بمباني عصرية تستقبلك القنفذة بشواطئها الجميلة، وشوارعها المنظمة، وحياته الحديثة. أخذ الأمير القنفذة من الأرض ليزاحم بها النجوم في عنان السماء، هذا ما حدث يكفي أنه لم يكتفِ بما يقال له عنها، بل إنه جعل لها زيارات متكررة في جدول أعماله؛ ليشاهد بنفسه جريان العمل في المحافظة هذا هو المسئول الذي يجب أن يكون قدوة لكل من جاء بعده.
إذا عندما أطلق سموه المبادرة كيف نكون قدوة لم يطلقها من فراغ، بل ابتدأ بها من نفسه أولا، ثم أراد لنا أن نكون عليها.
ختامًا لعلي لا أقول كيف نكون قدوة، بل سأقول كيف نكون خالد الفيصل ذلك الأمير الإنسان الشاعر الحساس الذي تشعر بالهيبة أمامه، هو نموذج فخم للنجاح والتميز.