المقالات

كيف تخلق أفراد منجزين ومحفزين ذاتيًا ؟

 إن نجاح منظمة ما هو أمر مرهون بعدة نقاط واختلالها لا يؤدي إلى النجاح المنشود، إلا أن وجود مدير متمكن وقادر ذو كاريزما أحد النقاط المهمة والتي بدونها سيكون النجاح غير مكتمل.
فإذا أخذت فريق عمل جيد وأعددت له برامج تدريب، ثم أرسلته للعمل مع مدير سيئ، فسرعان ما ستحصل على فريق عمل سيئ. بينما خذ فريق عمل متوسط أو سيئ المستوى ثم أرسله للعمل مع مدير رائع وسرعان ما ستحصل على فريق رائع.
فالمدير بغض النظر عن درجته الإدارية، يعتبر حلقة وصل في الشركة وهو ركيزة مهمة للنهوض بها، ومهمته في ذلك صعبة جدًا وتحتاج إلى استغلال جيد للوقت. وما يجعل مهمته غاية في الصعوبة هو عدد الأدوار التي يجب على المديرين أدائها، ومن أدواره التخطيط الاستراتيجي، التوظيف والتشغيل وضمان سير العمل. بالإضافة إلى ذلك التدريب، وشبكة العلاقات في العمل والخطيب المحفز، والأعمال المكتبية المخيفة ورفع التقارير. علاوة على المسئوليات الاجتماعية في حياته الخاصة فهو في النهاية إنسان.
ولأداء المهام بكفاءة عالية عليه اللجوء إلى التفويض كأداة لاستغلال الوقت بشكل جيد والإنجاز بشكل أكبر ولكن قبل أن تلجأ إلى التفويض، اعمل على إعداد موظفيك من خلال تدريبهم تدريبًا مختلفًا عما هو متعارف عليه. فمما يغفله الكثير أن أهم دور للمدير هو التدريب. ولكن التدريب بمعناه الإرشادي وليس المحاضرات والدورات. فلو أن كل مدير التزم بأهمية منح الفرص لموظفيه ونقاشها معهم وأخذ رأيهم ونصحهم وإرشادهم لكانت المحصلة النهائية جيدة، فالمدير الجيد يجب أن يكون ذا فاعلية وذلك من خلال إعداد أفراد محفزين ذاتيا ويقومون بالعمل وحدهم دون الحاجة إلى العمل تحت إشراف أحد، وهذا ما يعطيـك الحرية والاعتناء بمسئوليات أهم، مثل الأرباح والنمو ووضع ثقافة الشركة التي تجعلك محط أنظار منافسيك. وليتم ذلك بنجاح عليك أن تتفهم عدة قواعد تؤدي إلى خلق أفراد منجزين وعلى درجة عالية من التحفيز الذاتي، وبالتالي ستساعد على خلق بيئة عمل متميزة:
1. القاعدة الأولى: كمدير يجب أن تكون مقتنعًا بأهمية مرؤوسيك المباشرين، وأنهم هم مؤشر نجاحك كمدير. لذا عليك أن تتعامل معهم باعتبارهم عملائك، فللمدير عدة عملاء وأهم عملائه هم موظفيه.
2. القاعدة الثانية: ابحث عما يحفز مرؤوسيك وما يريدونه وما يحتاجونه، فهم يعملون من منطلق دوافعهم هم لا دوافعك أنت، فكل شخص يحفزه شيء مختلف قد يكون التقدير أو تحمل مسئولية أكبر، أو الإنجاز من خلال فريق عمل، أو الإنجاز منفردًا…إلخ، ولكن ليس المال وحده هو المحفز. فالمال وسيلة من أجل العيش الكريم. ولا نعني هنا أن المال ليس مهمًا، ولكنه لا يعتبر المحفز الأول والأوحد.
3. القاعدة الثالثة: اكسب ثقة مرؤوسيك واجعلهم يشعرون بثقتك فيهم، وأوصل لهم حقيقة أنك تثق بهم بنسبة 100% ومن خلال تأكيد مبدأ الثقة المتبادلة سيتم اكتساب احترامهم. والاحترام هو حجر الأساس الذي ستنطلق منه كمدير يحفز موظفيه ويعزز ولائهم لعملهم.
4. القاعدة الرابعة: عبّر للموظفين عن توقعاتك الكبيرة وحثهم على أن يؤمنوا بأن في مقدورهم تحقيق تلك التوقعات. تحداهم كل يوم، واشرح لكلٍ منهم المتوقع منه من خلال وضع لمستوى عالٍ من التوقعات والمعايير، ذلك أنه عليك أن تتوقع منهم الأفضل. فالرضا بالمستوى المقبول سيخلق بيئة عمل تتسم بالكسل في جميع أقسام المنظمة. وكن على يقين أن العلامة المميزة لأية منظمة عظيمة هي الثقافة الثابتة التي تشكل من المعايير العالية والحدود الدقيقة.
5. القاعدة الخامسة: تفهم موظفيك وأمن بأنهم سيحققون النتائج التي ترغب أنت بها ولكن بطريقتهم الخاصة فالطرق تختلف ولكن جميعها تؤدي إلى روما. ولتصل إلى النتائج المرجوة ما عليك إلا دعمهم على طول هذا الطريق، وستجد نفسك خلقت أشخاصًا منجزين وعلى درجة عالية من التحفيز الذاتي.
6. القاعدة السادسة: شجع الابتكار والأفكار الجديدة من خلال منح موظفيك حرية التصرف، والسماح لهم أن يتخذوا القرارات في إطار المعايير والحدود الموضوعة.
7. القاعدة السابعة: عليك أن تكون مدركًا لحقيقة أن معظم الموظفين لا يعلمون السبيل إلى النجاح. لأنهم لا يستطيعون تحديد ما يرغبون في تحقيقه، ومن ثم يقضون حياتهم بدون خريطة طريق. وهنا لا بد لك من مساعداتهم لوضع خريطة الطريق هذه.
8. القاعدة الثامنة: توقف عن لعب دور القائد ولاتكن متصيدًا للأخطاء، فإنه من المستحيل تقريبًا أن تقوم بالشيء الصحيح ما لم ترتكب أي خطأ، ولكي تكون المنظمة عظيمة، يجب أن يكون الموظفون على استعداد لخوض المخاطر وتجاوز كل التوقعات دون خوف من اللوم والعقاب. وعليك أنت إرشادهم فقط لتصل بهم إلى مرحلة التفكير لإيجاد الحلول، إنجاز العمل بعدة طرق، الوصول إلى أفضل الحلول.
9. القاعدة التاسعة: إذا أردتهم أن يستمعوا إليك فأخبرهم بأنهم قاموا بشيء صحيح، أثني عليهم لأنهم فكروا وحاولوا إيجاد الحلول، فالثناء على العمل الجيد مكافأة معنوية وتحفيز لهم.
10. القاعدة العاشرة: عادة ما يتكون العمل من مجموعة من الموظفين مقسمين على النحو التالي: 10% موظفين متميزين منجزين محفزين ذاتيًا، وهذه المجموعة اتركها تعمل ولا تتدخل في عملها بل أثني على عملهم من وقت إلى آخر واسألهم عن احتياجاتهم. 10% موظفين سيئين، وهذه المجموعة لها تأثير سلبي على الموظفين وعلى العمل لذا لا تهدر وقتك معهم ولا تعطيهم وقتًا أكثر من اللازم فتفقد معه الشريحة الأكبر وهم من الموظفين العاديين. 80% من الموظفين العاديين ذوي مستوى متوسط، وهذه المجموعة هي الشريحة الأكبر وهم يحتاجون إلى توجيهاتك ومساعداتك يحتاجون لتساعدهم في وضع خارطة الطريق لهم. والنجاح هنا كمدير أن تنقل عددًا من الموظفين في مجموعة الــ80% إلى مجموعة 10% الأولى الموظفين المتميزين.
11. القاعدة الحادية عشرة: أعد مرؤوسيك للنجاح لا للفشل وساعدهم على تحقيق سلسلة من الانتصارات فهذا سيعزز ولائهم للمنظمة ويجعلهم محفزين ذاتيًا. ولتصل إلى ذلك عليك أن تعرف مستوى كل موظف وما يستطيع القيام به وما لا يستطيع القيام به، وذلك من خلال إعطائه مهام بسيطة في البداية لتحديد إمكانياته وعند إنجاز هذه المهام بنجاح أعطه المهام الأكثر صعوبة ولاحظ تطوره خلال وستدهش بالنتائج.
12. القاعدة الثانية عشرة: لا التدخل في كل شيء، أعطِ المهام لموظفيك ودعهم يعملون، وإذا كنت تعتقد أنهم لا يستطيعون القيام بالعمل فبين لهم كيف يقومون به على نحو أفضل وأطلق لهم العنان.
13. القاعدة الثالثة عشرة: تأكد من أن كل موظف لديك فهم أهمية وظيفته، وموقعه في المنظمة وعليك أن تعطيهم المعلومات التي تلزمهم لتأدية مهامهم، وبالتالي تحديد أهمية وظيفتهم لكي لا تتحول الوظيفة ومهامها إلى مجرد وظيفة، وبالتالي يفقد الدافع والمحفز فيها.
لاحظ أن نجاحك كمدير مرهون بموظفيك ورضاهم، قد تعتقد أن الوقت لن يسعفك لتحقيق جزء من هذه القواعد، ولكن في الحقيقة أن شخصيتك ومفاهيمك حول القيادة والإدارة ستجعلك تطبق هذه القواعد دون شعور منك لأنها جزء من شخصيتك وطبيعتك العملية.
وللوصول إلى هذه المرحلة، تفقد نفسك أولًا وقومها كمدير قادر على استيعاب وفهم الآخرين وبالتالي قيادتهم. واجعل هذا نمط حياة لك داخل المنظمة وخارجها وسمة من سماتك حتى لا تأخذ صبغة المدير المتصنع..

Related Articles

One Comment

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button