إيوان مكة

رحماك يا نفس رحماك

هنا أكتب لك، فتقبلي رسالتي لك..حبيبتي صيتة
لا يزال قلبي يأن .. ولا يزال عقلي مشتت، ومزاجي مضطرب، لكنني سوف أكتب لك.
أول يوم من وفاتك أمسكت القلم والورقة لكي أكتب لك رسالة شوقًا لك، لكن عجزت نفسي أن تكتب فقط اكتفيت في منتصف الورقة “وداعًا صيتة ورسمت قلبًا حبيبة قلبي”.
توقفت لا أعلم كيف أبدأ؟ وكيف أنتهي ؟ لأني بكيت كثيرًا، ها أنا أعود لكتابتها مرةً أخرى.
قبل أن يصيبك مرض حلمت بأنك رحلتي إلى جزيرة مفقودة حينها لم ترجعِ.
استيقظت وأنا أبكي هممت مسرعة للاتصال بك حينها سمعت خبرمرضك، لم تجزعِ عندما رأيتك كنت مبتسمة كعادتك وصمت يملأ شفتيك،عيناك مليئة بألم.
بدأت معركة بينك وبين المرض العضال وكنت متفائلة ومحتسبة الأجر، كلما قابلتك شفتاك مبتسمة، تحبين أن تسمعي قصصي وعندما أنتهي منها تضحكين.
أتذكرين يا صيتة أول سنة دراسية لك عندما تلقيت ضربة من إحدى الطالبات، أتيت شاكية لي ولأختك هممنا لضربها فقلت: سامحتها، حينها تعلمنا منك كيف نسامح من يخطئ علينا.
أتذكرين يا صيتة عندما كنت أنا متعبة ولم أحضر للمدرسة، اشتريت حلوى وقدمتيها لي، حينها تعلمت الوفاء منك.
قصصك أكثر من قصصي يا صيتة، ونحن صغار.
أتعلمين يا صيتة انهمرت دمعتي الآن، لأني تذكرت كل الذي كان بيننا؛ وكأنه شريط عاودت تشغيله مرة أخرى.
صيتة أتعلمين ماذا جرى بعد رحيلك !!
المكان الذي اعتدنا عليه لم يكن سعيدًا كل زاوية منه تبكي.
مجلسنا أصبح خاليًا من أنفاسك الطيبة، حتى الكنبة التي تجلسين عليها تجهش من البكاء .
رحيلك لم يكن من الأمر هين على قلوبنا رحلتي، ولم يبق معنا إلا ذكراك عطرة، عشنا معًا أجمل مراحل عمرنا سويًا.
أعرف أني أبكيتكم..
قبل أن تقفلوا رسالتي عليكم بالدعاء لها..
موعدنا معًا يا صيتة في جنات الفردوس..
وداعًا يا صيتة يا حبيبة قلبي ..

منيرة سعد

كاتبة و روائية

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى