لن أتطرق في مقالي لسيرة رجل مخلص، ولا لمسيرة إنسان كفء؛ لأن له في القمم ما يغنيه عن أقلام التلميع، وله في الثقة الملكية الكريمة ما يكفيه عن مدائح الإعلام.
كلما عادت بنا الذاكرة لنستعيد رواد وقيادات أمانة العاصمة المقدسة على مرّ العصور والأزمان، فإننا لا نساوم على كفاءة أولئك الرجال الذين شمروا عن سواعد مراتبهم الممتازة، وانطلقوا بقوة معاليهم تلبيةً لمتطلبات أهل مكة المكرمة واحتياجات ضيوفها وزائريها منطلقين من مبدأ خدمة دينهم ووطنهم وضيوف بيت الله الحرام، ومستندين على ميثاق أداء مهام أعمالهم بكل صدق وإخلاص وأمانة.
وفي حين أن العاصمة المقدسة تترقب حدوث ثورة التغيير وبدء شرارة التطوير نصطدم بالركود والاستكانة والتسويف، فيرحل الفارس وخيبة الأمل تملأ قلوبنا حسرة لأننا سمعنا جعجعةً ولم نرَ طحنًا، ولم نعلم بالحقيقة التي أعاقت تقدم مسيرة أولئك الفرسان الراحلين.
فوجهت رسالة في مقالي السابق على جدران هذه الصحيفة بعنوان: (مكة حدائقها عبث وإهمال) إلى معالي الأمين السابق، لعلني أصل صوت المواطن إليه فهمس في أذني أحد الزملاء بأن أمانة العاصمة بلا معالي حينها أدركت أن (البار) كان يجمع ما تبقى من حقائبه استعدادًا للرحيل.
فاستقبلنا بالفرحة الأمر الملكي الكريم بتعيين (القويحص) أمينًا للعاصمة المقدسة، وتباشرنا خيرًا بهذا الأمر لاسيما أن أقدس البقاع وأطهرها تستحق أن يقود أمانتها فارسًا مقدامًا يحرص على أن تكون أجمل مدن العالم.
فمعالي الأمين أمامه ملفات كثيرة شائكة متناثرة في أروقة الأمانة وبلدياتها، وهي تنتظر اطلاعه لحصرها وتوجيهاته لإيجاد الحلول الجذرية المناسبة لإنهائها.
وأعتقد جازمًا أن الوصول إلى النجاح مرتبط بإعادة هيكلة إدارات بلديات مكة المكرمة وأقسام أمانتها؛ إذ إنه حان الوقت لتفكيك التكتلات، وانتشال الإدارات من أيادي سيطرة المحسوبيات، والاطلاع بعين الاهتمام على واقع القصور في الآداء، والتقصير في الخدمة.
كما أن دوائر تواصل المواطن مع موظفي الأمانة والبلديات لايزال يرزح تحت وطأة (البيروقراطية) المقيتة، والتي تجعل من التعقيد عقبةً في طريق الإنجاز، فلعل معالي (الأمين) يفتتح قنوات تواصل ذكية للتخلص من روتين نظام لايخدم سرعة إنجاز الأعمال والمعاملات.
نتوقف هنا للترحيب بمعالي الأمين والدعاء بأن يوفقه الله في مهام عمله لخدمة الدين والوطن؛ لتنطلق -بإذن الله تعالى- مع قيادته مسيرة التطوير والتغيير، التي تنتظرها مكة المكرمة وأهلها، وإلى ذلك الحين نقولها بكل الودّ والمحبة: هلا بالقويحص.
2
بيض الله وجهك على هذا المقال الرائع وياليته يجد اذانا صاغية من معالي الأمين أو معاونيه
جبتها ع الجرح يا استاذ فايز يمكن يفهمها الامين الجديد لاننها طفشنا من الضباطية حقتهم و كلها شكليات شوف الاحياء ما كأننا بمدينة لا نظافة و لا ملاهي و لا شجر و الشوارع الله يعلم بحالها باديات مكة من اسوأ البلديات