المتأمل لجغرافية مكة المكرمة المترامية الأطراف وتضاريسها السهلة الممتنعة، بجبالها التي خلقها الله تعالى لحمايتها من الكوارث الطبيعية، ذلك المتأمل يدرك تمامًا مدى الجهد الذي يقوم به مسؤولو أمانة العاصمة المقدسة، لا سيما وما تشهده من كثافة لأعداد السكان في مواسم الحج والعمرة، التي لجمالها وقداستها الدينية، هي في ذاتها عائق هندسي لتنفيذ بعض المشاريع في وقتها، لصعوبة إغلاق بعض الطرقات الرئيسية أو الفرعية منها، وأنا هنا لا أصطنع المبررات لتعطل العديد من المشروعات التي لا حصر لها، والتي من وجهة نظري كان في تنفيذها كلها في وقت واحد، تحميل الأمانة الجهد الكبير الذي أربكها وجعلها في حيرة وربما ضائقة مالية، فشمال مكة وجنوبها، غربها وشرقها، شملتها آلة الهدم المتبع بتلك الميزانيات الضخمة لتعويضات أصحاب تلك العقارات المنزوعة تحت تصرف المشاريع المستقبلية لأمانة العاصمة، وليتهم تريثوا ونفذوها على مراحل متتالية مدروسة، وبما يتناسب ومواسم الخير وإمكانياتهم الهندسية، وبما يقيهم ما لحقهم من نقد لاذع، لتأخر ملحوظ في مجمل تلك المشاريع التي تحتاج إلى صفحات لسردها، وبعضها على شوارع حيوية تئن من تزاحم حركة المرور في ساعات الذروة وغيرها، بما يزيد من نبرة النقد لكل من سار على تلك الشوارع والأحياء، والمحلاة بعبارة (نعمل لأجلكم، نأسف لإزعاجكم ! )، والتي حفظناها حتى صارت حديث مجالسنا?
وبالعودة لأمين العاصمة السابق معالي الدكتور أسامة البار، فقد كانت له من وجهة نظري جهود تذكر فتشكر، بل ووعود تتنظر من خلفه معالي المهندس محمد القويحص حق الوفاء، لتناقل المسؤولية، والمؤتمن على أم القرى حق عليه الوفاء، إذ في شهر شعبان لعام 1436 كتبت مقالاً متواضعا على محبوبتنا صحيفة مكة الإلكترونية تحت عنوان(شكرًا ضاحي الأمانة)، أسردت فيه بعض المطالب الحيوية لمنطقة الشرايع التي تجاوزت العشرين مخططا والمكتظة بالسكان، ومنها إعادة سفلتة شوارعها التي أنهكتها عوامل التعرية وتعديات بعض الشركات المنفذة لمشاريع الكهرباء والصرف الصحي والماء، وكذا تنفيذ الحدائق العامة على المواقع المحددة مسبقا في المخططات، والحاجة ماسة لتنفيذ العديد من طرق المشاة المجهزة بالمعدات الرياضية، أسوة بغيرهم من المناطق الأخرى بأم القرى، بالإضافة إلى استحداث مكتب فرعي آخر للبلدية، نظرا للنمو المتسارع في المنطقة، يكون تحت إشراف البلدية الحالية، وقد ذيلت مقالتي ببرقية عاجلة لمعاليه، تمنيت عليه مرافقتي بجولة ميدانية على بعض تلك المطالب، التي من وجهة نظري حيوية، في ظل ما تنفقه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، من ميزانيات ضخمة معلنة لمكة المكرمة ومشاريعها التنموية، ولحرص معاليه على متابعة ما يسطره الإعلام الذي في صدقه مرآة لما يطلبه الوطن، تلقيت بعده اتصالاً من مدير مكتبه الأستاذ منصور بتلبية معاليه الدعوة، وحدد الموعد في 25 من شهر شعبان 1436، وفعلاً تم الوقوف على العديد من الإيجابيات والسلبيات في بعض مخططات المنطقة، برفقة رئيس البلدية الفرعية المهندس فهد البشري، الذي كان يسجل تلك الملاحظات بتوجيه من معاليه نفذ منها القليل، على أمل الوفاء الذي ننتظره بشغف من معالي الأمين القادم بطموحات ترتقي لهمم الرجال المخلصين للوطن.
وأختم القول بعد الصلاة على النبي وآله ب (على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. )، فمشوار الألف ميل طويل ولكنه يقصر في عين من تحمل الأمانة ويعظم البلد الحرام، على أمل الوفاء بجولة، إذ ما تراه العين أصدق من ألف مقال..
بيض الله وجهك اخي الكريم الاستاذ عبدالرزاق وسدد خطاك الراميه لكل مافيه مصلحة البلد الحرام وان يكتبه الله في موازين حسناتك