وصف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، الموجة الجديدة من الإصلاحات بأنها جزء من العلاج بـ “الصدمة” الذي يُعد ضروريًا لتطوير الحياة الثقافية والسياسية في المملكة.
وأوضح سموه في مقابلته مع صحيفة واشنطن بوست “أن حملته ضد الفساد في شهر نوفمبر كانت مثالاً على العلاج بالصدمة الذي تحتاجه المملكة بسبب الفساد المستشري ، وقال إن ذلك مثل أن: “يكون لديك جسدٌ مصاب بالسرطان في كل أعضائه، سرطان الفساد، عليك استخدام العلاج الكيماوي، وإلا فإن السرطان سيلتهم الجسم”. وأردف قائلاً، إن المملكة لن تتمكن من تحقيق أهداف الميزانية دون وضع حدٍ لهذا النهب”.
وإن كان سمو ولي العهد قد أوضح إصراره على محاربة الفساد والقضاء على الفاسدين الذين نهبوا خيرات البلاد، وحرموا المواطنين من حقوقهم بحجج واهية وأعذار كاذبة، فإن أذنابهم لازالت تسرح وتمرح، تارة يأتون بتعيين أصدقائهم بوظائف لا وجود لها بالميزانية، وتارة أخرى يمنحونهم مناقصات تشغيل لأعمال لدى الوزارة وموظفون أكفاء لتشغيلها !.
وبعيدا عن لغة المبالغ التي تم تسويتها، والأشخاص الذين تم التحفظ عليهم، فإن ما قامت به اللجنة العليا لمكافحة الفساد يشكل خطوة قوية وجريئة، بعد أن ظهر الفساد وكثر المستغلون لمراكزهم، وسلبت أموال الدولة وعطلت مشاريعها، وعمد المفسدون لتسخير الضعفاء لخدمتهم، معيدين للأذهان تسخير العبيد لسادتهم زمن فرعون، فإن تصريحات سمو ولي العهد حملت بشرى للمواطنين، تؤكد حرص سموه على قطع أذناب الفساد والمفسدين، ولجانهم التي تشكل داخل المرافق الحكومية بهدف دراسة مشكلة وايجاد حل سريع لها، ولم تتوصل لأي حل، لأن هدف أعضائها استمرارية عضويتهم باللجنة للحصول على امتيازات الاجتماعات من مكافآت مالية وانتدابات.
وإن كان بالإمكان الوصول لرؤوس الفساد، فإن السيقان والجذور لازالت تتمدد، وقد حان الوقت لقطعها، واجتثاث أذناب المفسدين الذين استغلوا موارد الدولة وسخروها لخدمتهم.
وأملنا في توجيه سمو ولي العهد للجنة العليا لمكافحة الفساد، للقيام بجولات ميدانية بمناطق ومحافظات المملكة لكشف صور الفساد التي يعاني منها المواطنون، فأذناب المفسدين لازالوا يتمتعون بمميزاتهم ويمارسون أعمالهم دون أي عقاب.
1
لا تعلق
No comment