لا تظن بأنك الوحيد في زمانك وأنه ليس كمثلك أحد أيا كان موقعك الاجتماعي أو الوظيفي ولا تظن أنك لو ترجلت عن أي عمل أو نشاط أن العجلة ستتوقف كلا وألف كلا بل لابد أن تحسب حساب ما قد يطرأ عليك في حياتك بعد أن تلفظ أنفاس ذلك العمل أو تلك الوجاهة الاجتماعية التي وصلت وتخطت غيرك لأي سبب من الأسباب تدثرت بها فالناس سواسية ومقاماتهم عند أنفسهم لا تقل بأي حال من الأحوال فمسمار الصلب الذي تقل قسمته عن الريال كما يقول أحدهم بإمكانه حمل البشت الذي ترتديه بآلاف الريالات وهكذا هي الدنيا نزولا وارتحالا لا تصفو ولا تدوم لأحد وتظل أخلاقك وحسن تعاملك مع الناس جسرك الذي تعبر به إلى القلوب ولابد أن تضع في الحسبان أنك لن تزرع شعيرا وتحصد قمحا مهما كانت المدخلات فالمخرجات من جنسها لا من جنس غيرها ولابد أن تضع في الحسبان أن ما بعد التنحي عن الوظيفة أو ما يسمى بالتقاعد النظامي أوالمبكر مرحلة تتطلب منك الاعتراف بأنك سلمت الراية لغيرك فلا تظن أن جلباب الوظيفة سيبقى معك وأن ما كان بالأمس سيكون اليوم ومستقبلا لابد أن تروض نفسك على الهدوء ونسيان الكرسي الذي كنت تتجعص عليه بفعل الوظيفة فهو دوار والناس يتحركون والكرسي ثابت عش كما يعيش الآخرون دون تنفيخ لمجالسك بل أعمل جاهدا على تكميم عنجهيتك فالمجتمع مليء بأمثالك أكبر وأقل وعادوا من كراسيهم إلى قواعدهم بكل أريحية لم ياتفتوا للكرسي وتبعاته السابقة بل اعتبروها شيء من الماضي وبدأوا يفكرون في تصحيح مساراتهم مع الناس واستدراك ما فات بتقليص لغة الأوامر والنواهي التي كانت متاحة وأنت على رأس العمل أو النشاط ااجتماعي الذي كنت تمارسه من باب القرارلا باب الاختيار .
لا تبحث عن وجاهات جديدة على حساب الآخرين لا تكن فتانا تتسلق على أكتاف الناجحين لتصل إلى مرادك كن صادقا في تعاملاتك لا تتخذ من المواقف مطية لتبلغ أهدافك المتنحية عن أخلاق الرجال الذين يقيسون الأمور بمقاييس الحياة الطبيعية التي تتبدل وتتغير ظروفها بمقتضى الحال وإذا أردت الوصول لذوي الجاه فلا يكون ذلك من الأبواب الخلفية التي تتزاحم عندها النقل الكاذب الغيبة والنميمة وقول الزور ولا تبحث عن شهرتك من باب تضييع حقوق الآخرين والانتقاص منهم ومن جهودهم فرب كلمة قالت لصاحبها دعني ثق بأن ما تعمله من دسائس في السر لتصل لمبتغاك أنها ستصل وأنك ستصغر أمام من فتنت عليهم عنده عندما يكتشف الحقائق ويعرف أنك بنيت رأيك وأوصلت أفكارك السيئة لظروف معينة لا تقدم ولا تؤخر في حيات العامة والخاصة كن جريئا في الحق لا زهوقا في الباطل .
تعجب من أولئك الذين يتسولون العلاقات بعد أن لفظتهم الحياة الزائلة والمناصب وأصبحوا يبحثون عن صداقات يتصدرون بها المجالس من خلال من يجيشونهم لتنفيخ الأمكنة والأزمنة ويبدأون حربا على غيرهم ليصلوا بها إلى حيث يريدون همهم النيل من الآخرين ليبقوا هم في المقدمة يقلعون ويغرسون في ترميم علاقاتهم بالناس فمن يخضع لهم بالقول ويؤمن على ما يفعلون ويقلل من شأن نفسه لينال منهم الرضا فهو صديقهم وصاحبهم والمقدم على كل من عداهم ممن يرونهم أعداء لهم وكل من يقف بلا خنوع ولا خضوع ويتعامل معهم بالندية يصبح في خانة إلم تكن معي فأنت ضدي وهنا لابد أن يعي هؤلاء المتسولون خلف موائد الجاه وذوي المكانة المادية والمعنوية بأنهم مكشوفي الخطط وليس لديهم استراتيجيات تجعل منهم منارات للآخري ولا ينتظرون أن تكون بيوتهم مزارات للنابهين فما كان بالأمس قد لا يكون اليوم وما تراه اليوم قد لا يكون مستقبلا فالأمكنة تتبع الأزمنة والناس في سباق محموم على كل ما يبعد شبح الأنا وتضخم الذات لدى البعض لأية أسباب جعلتهم ينظرون للناس من أبراج عالية قفزوا إليها بفعل ما وجدوا عليه آباءهم أو غفلة مجتمعاتهم فالبقاء لللأصلح ومن كان الكرسي يرفع من شأنه بالأمس لن يدوم له هذا الارتفاع سيعود كما بدأ ويصبح من عامة الناس .
نقطة نظام :
المفتن كذاب دائما لأنه يروج لبضاعته من خلال الإيقاع بين الناس وإظهار ولاء كاذب لمن ينقل إليه الأخبار الكاذبة وهو منافق مع مرتبة الدناءة التي لا يحسد عليها .
0