مسألة النقل الإعلامي قد تكون عند البعض بمفهوم التغطية الخبرية للنشاطات الاجتماعية ذات الجوانب المختلفة وعرضها إعلاميا حسب الوسيلة الحاضنة لتلك التغطية، أنا معهم إلى حد ما خاصة وأن المفهوم الأساسي للإعلام هو النشر والإخبار. لكن يا ترى وفي الوضع الراهن هل أصبح النقل الإعلامي مقتصرا فقط على الإخبار بالحدث ونشره إعلاميا عبر الوسائل الإعلامية المتاحة والقريبة من يد المتلقي؟ أو أن المسألة اختلفت عما كانت عليه في وقت سابق؟ وكيف تشكل تلك المادة الأهمية بالنسبة للمتلقي؟
تصوري العام لمسالة النقل الإعلامي والذي سأحاول من خلاله الإجابة عن الأسئلة المحددة في أعلى هذه المقالة يقف في مسالة الحاجة إلى الضبط الإعلامي الذي سيقوي ما نحن بحاجة إليه وهي مسألة سبق وأن تحدثت عنها بأوجه مختلفة، الهدف منها هو الحاجة إلى توظيف ذلك الضبط لمصلحة المادة المنقولة والمتلقي. تناقشت مؤخرا مع عدد من المهتمين بالإعلام خاصة المرئي والمسموع وذلك للتعرف على أوجه الاختلاف التي أحدثت الفرق في الوقت الراهن وفي ظل التجديد وتقديم ما هو قابل للاطلاع وكيف يمكن أن نراوغ ذلك التجديد بجذب القارئ دون الاعتماد عن الحديث. في هذه المسألة ونحن في أشد نقاط الحوار لفت انتباهي مما تناقشنا فيه جانبين الجانب الأول متعلق بضعف العرض التشويقي الذي من الممكن أن يسهم في جذب المتلقي كمستهدف، والثاني يقع على ضعف المادة المقترحة في الطرح أو العكس، يكون هناك قوة في الطرح لكن يضعف العرض فيها أو يوجد بها عرض لكن تضعف المادة المطروحة للمشاهد. وهذا يشير إلى أهمية الأشكال التلفزيونية المختارة في المجال المرئي من حوار أو أحاديث مباشرة أو تقارير أو ندوات وما إلى ذلك لجذب اهتمام الرأي العام بمقابل ذلك سرعة الانتقاء للمادة التي سيتم عرضها بأحد تلك الأشكال أو جميعها. وكل ذلك لا يجعلنا خارجين عن الضبط الذي مازلنا نريد أن نتمسك ونعمل به في ظل التسارع الإلكتروني الإعلامي خاصة مع كثرة المواقع الإخبارية الناشئة والتي أضعفت من قوة الرسالة وسادت بمفهوم بعيد كل البعد عن ما اعتدنا عليه.
0