ووري جثمان مناحي الدعجاني ثرى مكة المكرمة، المدينة المقدسة التي ولد وتربي فيها وأحب ناسها وشجرها وحجرها بما فيها النادي الوحداوي الذي كرس جهده ووقته لخدمته ودعمه ماليا ومعنويا، وحرضه عشقه للنادي المكي لتقديم أوراق ترشحه لرئاستة لإعادته لمجده التليد، ولكن أوصدت الأبواب في وجهه، ووضعت العراقيل أمامه رغم انه كان من أبرز الشخصيات المكية في ذلك الحين التي تملك الفكر والمال والقدرة الإدارية، ولديها الرغبة ولكن مع الأسف لم تتح الفرصة له، وإنما تم استنساخ بديل من أسماء ووجوه قديمة كان قد نضب معينها ولم يعد لها شيء مفيد وإيجابي تقدمه سوى التربح على حساب نادي الوحدة، ولو استعرضنا الأسماء نجد أن ثمة من تولى الرئاسة لـ 3 دورات، بل هناك من رأس الإدارة لـ 4 مرات متتالية ومع أن مناحي الدعجاني وقتها أعرف أنه قد قدم برنامجه الانتخابي وتضمن تكفله بتوفير شيك بمبلغ يفي بميزانية لمدة الـ 4 سنوات فترة رئاسته في حال فوزه بالمنصب لأول مرة إلى جانب إنشاء عدد من الملاعب في أحياء مكة الكبيرة كالمعابدة، والعزيزية، والمسفلة وضاحية الشرائع، ووضعها تحت تصرف النادي، والتعاقد مع أسماء لاعبين مميزين، وجلب واستقطاب جهاز فني على مستوى تدريب مهني كروي عال للفريق الأول، وإغلاق باب المديونيات، والسعي لتوقيع عقد رعاية مع إحدى الشركات الكبرى واختيار كوادر تربوية ورياضية منسجمة من الكوادر الإدارية، ورجال الأعمال المقتدرين فكريا وماديا لعضوية مجلس الإدارة، والتعاقد مع إحدى المؤسسات المتخصصة في إنشاء الأكاديميات الرياضية في كرة القدم، وتقديم دراسة شاملة متكاملة لإنشاء أكاديمية تضمن بناء المستقبل الوحداوي، واشتمل برنامج الدعجاني الذي قدم في شهر ذي القعدة وتحديدا يوم الخميس الموافق 1434/11/6 وتضمن الاستعانة بإخصائي نفسي لدعم وتحفيز كافة لاعبي الفريق الأول، والتعاقد مع أجهزة فنية عالية الكفاءة ومتخصصة في العمل مع المراحل السنية في درجتي الناشئين والشباب والأوليمبي على أن يتم تقديم كل ذلك على الرئاسة العامة وأمير منطقة مكة بعد عرضها على رئاسة هيئة أعضاء شرف نادي الوحدة، ومن النقاط التي تناولها البرنامج تشكيل لجنة من أبناء النادي ولاعبيه القدامى لاستقطاب المواهب مع توفير كل متطلبات عمل هذه اللجنة واعتماد ميزانية مناسبة لهذا الغرض وتشكيل لجنة أخرى متخصصة في الاستثمار، وزيادة إيرادات النادي، والاستعانة بالمتخصصين من أبناء مكة في هذا الجانب وتوفير كل متطلبات النجاح وباعتقادي أنه كان برنامجا طموحا واستراتيجيا ومتكاملا وكان يؤهل المرشح مناحي الدعجاني حينها لكي يكون رئيسا، وهو كان مؤهلا لذلك، وكان يملك كاريزما خاصة جدا ومحبوبة، ويلقى القبول من الجماهير وله حضور لافت في وسائل الإعلام المختلفة، وكان قد استأجر استراحة كبيرة جدا في ضاحية الشرائع، وأقام عليها ملاعب مزروعة بالعشب تقام عليها نشاطات لعدد من الألعاب المختلفة، وملعب كبير للعبة كرة القدم وعمل دَار ضيافة للاحتفاء بأصدقائه، ومن مختلف الشرائح المكية وبشكل يومي كما أنه وكان ينوي شراء هذه المزرعة لكي يقيم عليها أكاديمية كروية تكون رافدا للفريق الاول، وتساعده في النجاح في حال تسلمه رئاسة النادي، ولكن بعد منعه وحرمانه من الترشح تخلى عن كل شيء يتعلق بكرة القدم وسلم الاستراحة لصاحبها وألغى فكرة إنشاء الأكاديميات والملاعب الرياضية، واتجه لمجالات أخرى كسباقات الخيول والإبل، وحقق فيها نجاحات تعد جيدة ..
ورحل مناحي الدعجاني ولم تتحقق آماله وطموحاته بأن يهدي الذهب للجماهير الوحداوية ويرسم البسمة على وجوههم.
رحل الدعجاني وهو لم يجسد حلمه الصاخب على أرض الواقع في أن يرسم عودة الوحدة مرة أخرى؛ ليعتلي لاعبوها منصات التتويج.
رحل وقد طويت صفحة مضئية من تاريخ هذا الرجل الشهم النبيل أحد أبناء مكة المكرمة المخلصين وسوف يجسد اسمه في تاريخ الوحدة.
لن ننساك يامناحي الدعجاني وليس لنا سوى الدعاء ربي اغفر له وارحمه وأدخله جنات النعيم وإنا لله وإنا إليه راجعون.