“موتٌ وخراب ديار” هذا ما آل إليه حال بَعضنا بسبب التكلف في تجهيزات العزاء، إذ أصبحت مناسبات الوفاة بابًا مثاليا لإظهار مكانة أهل المتوفى وثرائهم فأصبحنا نشاهد الصواوين الفخمة المجهزة بأقسام للعزاء وأخرى للطعام مع مباشرين مدربين ذوي زي موحد؛ بالإضافة للمقرئين وتوزيعات العزاء في سلسلة متجددة من المبتدعات التي لا تمت للشرع الحنيف ولا للعرف السليم بأدنى صلة.
في السابق كانت عائلة الميت وقراباته ومحبوه يساهمون في تكاليف العزاء البسيطة مواساة واتباعا للسنة الشريفة “اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنهم قد أتاهم ما شغلهم”، متحرين في ذلك الاقتصاد وإطعام الفقراء وهو فعل حميد فيه تكافل وتعاون على البر والتقوى. مع أن نص الحديث الشريف اختص أهل الميت بالطعام، لا أهله ومن يأتيهم معزيا.
في مقابل التفاخر المُحدث آنف الذكر، وُجِد في المجتمع من أوصى ألا يكون هناك عشاء في عزائه وأن يُقتصر الإطعام لأهله فقط، وهذا توجه محمود يلتزم أصل السنة ومنطوقها ويُخفف على أهل الميت ومحبيه أعباءً مالية كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ويعيد للمجتمع سننه المهجورة وعاداته الحميدة المنسية.
أخيرًا، استحبت السنة المطهرة لذوي الميت ومحبيه المُكث عند القبر بعد الدفن بمقدار ذبح الجزور و توزيع لحمه، دعاء للميت وتأنيسا له، لكننا نرى استعجال المعزين لأهل الميت مع أنهم يمكنهم الانصراف، إذ السنة تشييع الجنازة ابتغاء الأجر وقد حصل فلم تُتبَعُ سنة وتُخالفُ أخرى ؟
صادق رضا السنوسي
مقال جميل
شكرا لك
توجيه سليم ورائع لترك عادة وسنة جاهلية وفقكم الله وبارك جهودكم ونفعنا بها
جازاك الله خيرا