المقالات

كلية التربية بين التعظيم وبناء المفاهيم

في واحدة من أجمل التظاهرات النسائية انطلقت فعاليات حملة جامعتي قطعة من أرض الحرم الذي نظمته جمعية مراكز الأحياء متمثلاً في مشروع تعظيم البلد الحرام، وأشرف عليه “هاجر” القسم النسائي في المشروع، وبشراكة تفاعلية مثمرة مع جامعة أم القرى العريقة، بأداء متميز من كلية التربية ثاني أقدم وأكبر كلية في جامعة أم القرى من حيث النشأة وعدد المنسوبين، وقد تشرفت أن أكون إحدى المتحدثات في هذه الفعالية من خلال القاء محاضرة بعنوان: مكة المكرمة المكان والمكانة، حيث كانت هذه المحاضرة جزءا من فعالية كبيرة قدمتها كلية التربية، تلك الكلية الرائدة التي استطاعت ان تستثمر بذكاء طاقات وإمكانات منسوباتها، حيث تنوعت مشاركاتها بين ابتكارات واختراعات إبداعية ابتداءً من الإحرام الخاص بالحاج والمعتمر المصنوع بتقنية النانو، مرورا بالمظلات التي تعمل بالطاقة الشمسية، انتهاءً بأكياس للنفايات وأخرى لحمل وتبريد الماء يمكن ارتدائها، عطفًا على استثمار الفن في تعزيز القيم المكية الأصيلة وتثبيت المفاهيم الإيجابية من خلال إنتاج جداريات ومجسمات فنية صممت خصيصا لدعم الأهداف المعرفية والسلوكية للحملة، صحب تلك العروض محاضرات ثقافية وحملات توعوية وتغطيات إعلامية، كما تم تشكيل فرق تطوعية للتوعية بتعظيم مكة المكرمة مهبط الوحي ومسرى المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتعظيم البيت الحرام قبلة المسلمين ومهوى الأفئدة، وتعزيز مفهوم مكة المكرمة عهد ومثابة، من خلال بث روح التعاون والوفاء وتعزيز حزمة من القيم السامية داخل وخارج المجتمع الجامعي، لقد شكلت مشاركة كلية التربية حراكًا ثقافيا جميلاً جمع بين الأصالة والتاريخ والتراث، وبين الحداثة والتطور العلمي والإبداع المعرفي، يحمل في طياته الكثير من الرصانة والرقي، في سعي ممنهج لبناء المفاهيم والقيم واستثمار قدرات ومهارات منسوبات الكلية من أستاذات وطالبات وموظفات، في تناغم إنساني فريد يجمعهم حب العطاء ووحدة الهدف وسمو الغاية، وفي ظل هذا الزخم الكبير تألقت سعادة عضو هيئة التدريس بالجامعة الدكتورة هنية عبدالله السعداوي منسقة الحملة بكلية التربية ضاربة أرقى صور العطاء، فلم تثنها وفاة والدها يرحمه الله أثناء تفعيل الحملة من الاستمرار في العمل بتفان منقطع النظير، وبمتابعة حثيثة لكل دقائق الأمور بإصرار وعزيمة، ضاربة أجمل الأمثلة للمرأة السعودية بصفة عامة والأستاذ الجامعي بصفة خاصة، أنموذجا فريدا في تحمل المسؤولية وحب العمل وأداء الأمانة بحقها، متجاوزة كل الصعوبات في صبر وثبات، خالص عزائي لأختي الكريمة د. هنية السعداوي، وتحية أكبر لكل أبناء الوطن المخلصين الذين يعون حجم المسؤولية وقدر الأمانة وعظمة الرسالة، اُولئك الذين ينثرون من خلال سلوكهم وعطائهم أجمل القيم، وهم كما قال الشاعر:
خِصْلـَة الإيثارُ فِعْـلٌ مِـنْ صِفاتِ الأتقياءْ… يُؤْثِرونَ الغـَيْرَ فضْلا إنـَّهُمْ أهْلُ السَّخاءْ
في كِتابِ اللهِ ذِكـْـرٌ خَـصَّهُـمْ رَبُّ السَّماءْ … أبْشِروا نِلتـُمْ رِضا ربِّ الهُدى يَومَ اللـِّقاءْ

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button