المقالاتد. خالد محمد باطرفي

ما لم يقله الأمير!

 كما في كل مرة، يشعل ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان الإعلام الدولي ويشغله. وكما كل مرة، تتفرغ ماكينة الدعاية والإعلام (الإيرانية – القطرية) لمهاجمته والتربص بكل خطواته.
يقول المهندس نبيل مغربي، المسؤول عن البث الفضائي بأحد مزودي الخدمة بجدة، ”هذه الأيام سيكون الاستديو مزدحمًا، ونتوقع أن يبقى كذلك طوال الأسابيع القادمة. فحجوزات القنوات الأجنبية لمقابلات معلقين ومحللين سياسيين حول الزيارة ستستمر طوال مدة الجولة.“
ومثله نحن معشر المحللين، أعددنا أنفسنا مسبقًا لطلبات المحطات التلفزيونية العربية والعالمية بكل حماس للحديث عن مشاريع ولي العهد وإنجازاته ورؤيته الطموحة. ففي غضون ثلاث سنوات فقط، تمكن أميرنا الشاب من تحقيق قائمة طويلة، طال انتظارها أربعين عامًا من المطالب والأحلام، تغطي مساحة واسعة من الجوانب التنموية والاقتصادية والسياسية والثقافية وحتى الدينية.
وعلى رأس القائمة كانت الحرب على الفساد التي طالت فئة كبيرة نهبت مليارات من المال العام عادت أخيرًا إلى خزينة الدولة. والرسالة التي حملتها هذه الحملة كانت واضحة وصريحة: لا أحد فوق القانون، كائنًا من كان.
وكذلك كان التوجه الصارم للحد من تسلط فئة أخرى باسم الدين، لدرجة أن كل من يراجعهم أو ينقد خطابهم أو يشكك في فتاويهم يواجه باتهامات تطال دينه وخلقه ووطنيته. أما اليوم فقد أزيلت هذه العصمة التي كانوا يتدثرون بها والحصانة التي تمترسوا فيها، وصار بإلامكان مراجعة أدبياتهم بدون التعرض للتكفير.
ويحتفل النساء، خصوصًا، بفصل جديد في حياتهن، بعد أن فتحت لهن أبواب ونوافذ جديدة للدراسة والعمل والترفيه. وأتيحت لهن فرص وظيفية حتى في الجيش والأجهزة الأمنية والعدلية والدبلوماسية. وبات بإمكانهن التحليق بنا، بعد أن سمح لهن بالتدريب على الطيران. وبشرنا الأمير محمد بن سلمان بقانون جديد يساوي بين الرجل والمرأة في الأجور.
وفي الجانب التنموي، كنا في زمن مضى نعجب كيف تسبقنا دول خليجية في جوانب اقتصادية ونحن أكبر سوق عربي، واقتصادنا من أكبر اقتصاديات العالم، وبلادنا تقع في قلب الكرة الأرضية، وتربط أكبر قاراتها، ومساحة أرضنا (690.149.2كيلومتر مربع) تساوي مساحة أوروبا الغربية، وخمس مساحة الولايات المتحدة. وفي بحارها وجبالها ووديانها وصحاريها النفط والغاز والذهب والفوسفات واليورانيوم. وعليها أمة حملت الرسالة إلى العالم، وقوة عاملة شابة، متعلمة ومتدربة. وفوق هذا وذاك، تحوي بلادنا وتخدم أعظم المقدسات الإسلامية، مكة المكرمة والمدينة المنورة. وباختصار فإن لدينا كل ما يلزم لاحتلال مكانة أعلى وأعظم على الخريطة الكونية. فما الذي كان يمنعنا؟
رؤية السعودية 2030 على وشك تغيير كل ذلك. وأجمل ما في الأمر أننا لن نفعل ذلك وحدنا، فالكل مدعو للمشاركة. ولو أخذنا مشروع ”نيوم“ كمثال، لرأينا أن أكثر الاستثمارات ستكون دولية، وأن كبرى الشركات في أكثر التخصصات العلمية تقدمًا ستشارك معنا في تحقيق الحلم العظيم. وكذلك الحال مع مشاريع الصناعة العسكرية، والتي تمهد لنقلة تحولنا من مستورد للسلاح إلى مصدر له.
على الصعيد السياسي، فقد قررت بلادنا التخلي عن النهج الحذر تجاه التحديات والمخاطر. هذا النهج الذي استغلته إيران خلال العقود الماضية لمد هيمنتها الإمبريالية على العراق، وسوريا، ولبنان، وغزة، واليمن، وأفغانستان. ومحاصرتنا واختراق بلداننا العربية بالإرهابيين والميليشيات والعملاء العرب.
كل هذا أصبح ماضويًا، فبلادنا شكلت حلفًا عسكريًا عربيًا لتحرير اليمن، وتحالفًا إسلاميًا ضد الإسلامي، كما قمنا بتعزيز العلاقات مع الأصدقاء والحلفاء، مثل: فرنسا، وبريطانيا، والولايات المتحدة.
وإذا تجرأت إيران على صنع قنبلة نووية بتسامح أو فشل المجتمع الدولي، فسوف نلحق بها على الفور، كما يحذر ولي عهدنا. نعم، الجيش الإيراني نمر من ورق، ونحن – بفضل الله- قادرون على الدفاع عن وطننا بكل الوسائل. زمن المهادنة والتسامح انتهى! فقد ولدت اليوم المملكة العربية السعودية الجديدة.

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button